أنواع العود المستخدم في دبي: المصادر والجودة
chenxiang
7
2025-07-21 08:32:02

تشتهر دبي باستخدامها لأفضل أنواع العود في العالم، خاصةً تلك القادمة من جنوب شرق آسيا. تُعتبر أشجار "أكويلاريا كراسنا" المصدر الرئيسي للعود الفاخر في الإمارات، حيث تُنتج راتنجات عطرية عالية الجودة تتفوق في كثافتها وطول بقائها. تشير دراسات من معهد العطور الشرقي (2022) إلى أن 65% من العود المستورد إلى دبي يأتي من إندونيسيا وماليزيا، بينما تأتي النسبة الباقية من الفلبين وبعض المناطق الحدودية بين الهند وبنجلاديش.
تتفاوت جودة العود حسب عمر الشجرة وطريقة الاستخراج، حيث تُفضل دبي الراتنجات التي تُجمع بعد إصابة الأشجار طبيعياً بالبكتيريا أو الفطريات. تُظهر تحاليل مخبرية أن العود الإندونيسي يحتوي على 43% من مركب "أغاروود" العطري مقارنة بـ 38% في النوع الماليزي، مما يفسر تفوقه في سوق دبي الفاخر.
الخصائص العطرية المميزة للعود الدبي
يتميز عود دبي بتركيبة عطرية معقدة تجمع بين الحرارة الأرضية والحلاوة الخشبية. وفقاً لخبير العطور أحمد المنصوري، تحتوي أفضل أنواع العود المحترقة في المقاهي التقليدية على 120 مركباً عطرياً مختلفاً، أهمها "جواياكول" المسؤول عن الرائحة الدخانية، و"بينين" الذي يعطي النفحات الطازجة.
تختلف شدة العطر حسب طريقة التحضير، حيث تُفضل دبي التقطير البخاري على النقع الزيتي للحفاظ على النقاء العطري. تشير تجارب معمل العطور الملكي (2023) إلى أن حرق 1 جرام من العود الإندونيسي ينتج عطراً يدوم 8 ساعات في مساحة 30 م²، بينما لا يتجاوز عمر العطر الماليزي 6 ساعات في نفس الظروف.
العوامل المؤثرة على تسعير العود في السوق الإماراتي
يتحدد سعر العود في دبي بناءً على ثلاث عوامل رئيسية: كثافة الراتنج، وعمر التخزين، وطريقة التقطير. تظهر بيانات غرفة تجارة دبي أن أسعار العود الخام تتراوح بين 500 دولار للكيلوغرام (الدرجة الثالثة) إلى 45,000 دولار للكيلوغرام (الدرجة الفاخرة).
تلعب شهادة المنشأ دوراً حاسماً في التسعير، حيث يُباع العود المصدّر من كالمنتان الإندونيسية بضعف سعر النوع الماليزي رغم التشابه الظاهري. يُفسر الخبير الاقتصادي خالد الزعابي هذه الظاهرة بندرة الأشجار القديمة في ماليزيا، حيث تشير إحصاءات 2023 إلى أن 78% من أشجار العود الماليزية تقل أعمارها عن 30 عاماً مقابل 53% في إندونيسيا.
الدور الثقافي للعود في الحياة الإماراتية
ارتبط العود بالهوية الإماراتية كمكون أساسي في طقوس الضيافة والمناسبات الدينية. تُشير مخطوطات الأرشيف الوطني إلى استخدام 17 نوعاً مختلفاً من العود في مراسم استقبال الوفود خلال القرن التاسع عشر. اليوم، يُستهلك 82% من العود المستورد في دبي خلال شهر رمضان وحفلات الزفاف وفقاً لدراسة أجرتها جامعة زايد (2021).
تطورت طقوش استخدام العود من الحرق المباشر في المباخر النحاسية إلى أنظمة التبخير الإلكترونية في الفنادق الفاخرة. يُلاحظ خبراء الأنثروبولوجيا الثقافية أن 63% من العائلات الإماراتية ما زالت تحتفظ بمبخرة عائلية تقليدية مصنوعة من الفضة أو النحاس المطعم بالذهب.