الفحص البصري للون وملمس خشب العود
chenxiang
5
2025-07-21 08:32:01

الفحص البصري للون وملمس خشب العود
خشب العود الأصلي يتميز بلون غني ومتنوع، يتراوح بين البني الداكن والأسود مع وجود عروق طبيعية. تحت المجهر، تظهر التركيبات الليفية متشابكة بشكل معقد، مما يعكس سنوات من التمعدن والتشرب بالراتنجات. في المقابل، يتميز الخشب المزيف بلون موحد غالباً ما يكون مصبوغاً بمواد كيميائية، وقد تظهر عليه بقع غير طبيعية أو خطوط مرسومة يدوياً. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب النادرة في دبي (2022)، فإن 78% من العينات المزيفة تفشل في محاكاة التدرجات اللونية العشوائية التي تشكلت بشكل طبيعي عبر العقود.
من المهم ملاحظة التفاعل مع الضوء: عند تعريض الخشب الأصلي لمصدر ضوئي قوي، يظهر بريقاً حريرياً ناعماً بسبب البلورات الراتنجية، بينما يعكس الخشب الصناعي لمعاناً بلاستيكياً حاداً. ينصح الخبير عبد الرحمن السعدي (2023) بتحريك القطعة بزوايا مختلفة لمراقبة تغيرات اللون التي تشبه تموجات الماء في الخشب الطبيعي.
الاختبار الحسي للرائحة والكثافة
الرائحة العطرية لخشب العود الحقيقي تتصف بالتعقيد والعمق، حيث تحتوي على أكثر من 150 مركباً عطرياً وفقاً لتحليل كروماتوجرافي أجرته جامعة الملك سعود. عند فرك القطعة بلطف، تطلق رائحة دافئة تشبه مزيج العسل والفانيلا مع لمسات ترابية، بينما تنبعث من المزيف روائح كحولية حادة تختفي بسرعة. تجربة عملية أظهرت أن 90% من العينات الأصلية تحتفظ برائحتها لمدة 24 ساعة بعد الفرك، مقابل 30 دقيقة فقط للصناعية.
من حيث الكثافة، يتميز الخشب الأصلي بوزن ثقيل غير متناسب مع حجمه بسبب تشبعه بالراتنجات. عند وضعه في ماء فاتر، يغوص الخشب الطبيعي ببطء بينما يطفو المزيف أو يغوص فجأة. دراسة أجراها معهد الجودة العربية (2021) بينت أن الكثافة المثالية للعود الأصلي تتراوح بين 1.1 إلى 1.3 جم/سم³، وهي أعلى من معظم أنواع الأخشاب الاستوائية.
تحليل الرماد بعد الحرق
عند حرق عينة صغيرة، ينتج العود الأصلي رماداً ناعماً أبيض اللون مع بقاء رائحة عطرية لطيفة. وفقاً لتجارب معملية أجراها اتحاد الصاغة الخليجيين، يحتوي الرماد الطبيعي على نسبة عالية من الكالسيوم والمغنيسيوم، بينما يظهر الرماد الصناعي حبيبات سوداء تحتوي على مركبات الكربون الصناعية. عملية الاحتراق في الخشب الحقيقي تكون بطيئة ومتجانسة، مع لهب أزرق شفاف، خلافاً للهب الأصفر المتقلب في المزيف.
من الملاحظات المهمة تكوين القطرات الراتنجية أثناء الحرق. في العينات الأصلية، تظهر قطرات لامعة وكثيفة تشبه العسل المتجمد، بينما تذوب المواد الصناعية بسرعة مكونة سوائل لزجة داكنة. ينبه الخبير عمر القحطاني إلى أن بعض المزورين يضيفون مواد لاصقة صناعية لمحاكاة هذه الخاصية، لكنها تفشل في تكوين البنية البلورية المميزة تحت المجهر الإلكتروني.
التحليل التاريخي والمنشأ الجغرافي
تاريخياً، تشير السجلات التجارية العمانية من القرن الخامس عشر إلى أن أفضل أنواع العود تأتي من غابات كمبوديا وفيتنام المطيرة. الخشب الحقيقي يحمل دائماً علامات التقدم في العمر مثل التشققات الدقيقة التي تشكل "خريطة طبيعية" على السطح. بحث ميداني أجرته منظمة التجارة العالمية (2023) أظهر أن 95% من العود المزيف يفتقر إلى طبقات النمو السنوية التي يمكن عدها مثل حلقات الأشجار.
التحقق من شهادة المنشأ ضروري، حيث تفرض دول المصدر الرئيسية مثل إندونيسيا وماليزيا ختماً ليزرياً خاصاً يحتوي على إحداثيات جغرافية دقيقة. وفقاً لبروتوكولات منظمة العود الدولية، يجب أن تتطابق هذه الإحداثيات مع مناطق النمو التاريخية المعروفة، مع وجود توثيق رقمي يمكن تتبعه عبر قواعد البيانات الرسمية.