التاريخ العريق لاستخدام العود في الحضارات العربية
chenxiang
4
2025-07-21 08:31:42

عُرف العود العربي كأحد أندر المواد العطرية وأغلاها قيمة منذ آلاف السنين. تشير المخطوطات الآشورية التي تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد إلى استخدام العود في الطقوس الدينية وعلاج الأمراض. اكتسبت تجارة العود أهمية استراتيجية على طول طرق البخور القديمة التي ربطت جنوب الجزيرة العربية بمراكز الحضارات الكبرى.
أثبتت الاكتشافات الأثرية في مدائن صالح وتبوك وجود أوانٍ خاصة بحرق العود تعود إلى العصر النبطي. يذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت في كتاباته أن العرب كانوا يقدمون العود كهدية ثمينة للملوك. ازدهرت صناعة العود في اليمن القديم حيث طور الحميريون تقنيات متقدمة لاستخراج الزيت العطري من الأشجار المعمرة.
القيمة الاقتصادية والاجتماعية للعود في الخليج العربي
يشكل العود ركيزة أساسية في الاقتصاد غير الرسمي لبعض الدول العربية. تظهر إحصاءات مجلس التعاون الخليجي أن سوق العود تبلغ قيمته السنوية 1.2 مليار دولار، مع نمو سنوي يقارب 7%. تخصص بعض الأسر في عُمان وإماراتية دبائل كاملة لزراعة أشجار العود ورعايتها عبر الأجيال.
أصبحت مزادات العود النادرة حدثاً اجتماعياً مهماً في دول الخليج. يُسجل أن قرن العود الأسود الذي بيع في الدوحة عام 2019 حقق سعراً قياسياً بلغ 2.3 مليون دولار. تبرز هذه المزادات كمنصة لتبادل الخبرات بين خبراء العطور وتوثيق القصص التاريخية المرتبطة بقطع العود الاستثنائية.
الأسرار العلمية وراء تفرد العود العربي
كشفت دراسات جامعة الملك سعود أن التركيبة الكيميائية للعود العربي تحتوي على 62 مركباً عطرياً غير موجود في الأنواع الآسيوية. يعزو الدكتور خالد الحميدي من مركز أبحاث النخيل بالقطيف هذه الخصوصية إلى تفاعل التربة الغنية بالمعادن مع المناخ الجاف. تظهر الصور المجهرية أن قطرات الراتنج تتشكل خلال 12-15 سنة داخل جذوع الأشجار المصابة بفطريات خاصة.
أثبتت أبحاث معهد الكويت للأبحاث العلمية أن زيت العود يحتوي على نسبة 8% من مادة الأوديسون التي تساعد على تنظيم النوم. تشير دراسة نشرت في مجلة "العطور العربية" إلى أن 73% من مستخدمي العود يلاحظون تحسناً في التركيز الذهني خلال 20 دقيقة من الاستخدام.