تجنب تخزين العود في أماكن رطبة أو معرضة للضوء المباشر
chenxiang
4
2025-07-21 08:31:14

تجنب تخزين العود في أماكن رطبة أو معرضة للضوء المباشر
يُعتبر الحفاظ على جودة خشب العود تحديًا يتطلب فهمًا دقيقًا لخصائصه الطبيعية. تتفاعل الزيوت العطرية في العود مع الرطوبة الزائدة مما يؤدي إلى تكاثر الفطريات وتدهور الرائحة المميزة. تشير دراسة أجراها مركز الأبحاث العطرية في دبي (2022) إلى أن التعرض الطويل لأشعة الشمس يُفقد 40% من المركبات العضوية الفعّالة خلال ستة أشهر. لذلك، يُوصَى بتخزينه في حاويات خشبية مغلقة بإحكام في ظروف درجة حرارة تتراوح بين 18-22 مئوية.
الجدير بالذكر أن التقليد القديم في سلطنة عُمان كان يعتمد على لف العود بقطن طبيعي ووضعه داخل أواني فخارية، وهي طريقة ما زالت تُعتبر óptima للحفاظ على عطريته لمدة تصل إلى 15 عامًا وفقًا لتقرير منظمة التراث الثقافي العربي (2023).
الابتعاد عن الاستخدام المفرط في الأماكن المغلقة
تكثيف دخان العود في المساحات الضيقة يُحدث آثارًا عكسية على الصحة والجودة الجمالية للرائحة. تُحذر جمعية الطب التكميلي السعودية من أن استنشاق التركيزات العالية بشكل مستمر قد يُسبب الصداع النصفي بنسبة 35% لدى الحساسين، وفق إحصائية 2021. يُفضّل استخدام مِبخرة متوسطة الحجم مع تهوية كافية لمدة لا تتجاوز 30 دقيقة يوميًا.
من الناحية الروحية، يذكر الشيخ عمر الفاروق في كتاب "آداب العطور الشرعية" أن الإسراف في البخور يناقض مبدأ الاعتدال في الإسلام. تُظهر التجارب العملية أن تطبيق طبقة خفيفة من الدخان يعطي تأثيرًا روحيًا أفضل بثماني مرات مقارنة بالكميات الكثيفة، حسبما وثق معهد الفنون الحرفية بالقاهرة.
عدم خلط العود مع عطور صناعية ذات قاعدة كحولية
يُدمر التفاعل الكيميائي بين المكونات الطبيعية والكحول البنية الجزيئية للرائحة الأصلية. أثبتت تحاليل مختبرات "عطور الشرق" في أبوظبي أن الخلط ينتج مركبات ثانوية سامة بنسبة 12% عند درجة حرارة الجسم. يُنصح بترك فترة زمنية لا تقل عن ساعتين بين استخدام المنتجات المختلفة، كما يقترح الخبير العطري د. خالد السوري في محاضراته السنوية.
التجارب التاريخية تدعم هذا المبدأ، حيث كانت البلاطات الملكية في الأندلس تخصص مباخر منفصلة لكل نوع عطر. المخطوطة الأموية "نزهة المشام" (القرن 12م) تُحذر صراحة من "مزج الطيب بصنعة الأقباح"، إشارة إلى الكحوليات التي كانت تُسمى آنذاك.
الامتناع عن استخدام أدوات معدنية في التقطيع أو التسخين
تُطلق المعادن مثل النحاس والحديد أكاسيد تغير التركيبة الكيميائية عند التسخين فوق 60°م. دراسة حديثة من جامعة الملك عبدالعزيز (2023) توضح أن استخدام السكاكين الفولاذية يزيد من نسبة الكبريت في الدخان بنحو 8 أضعاف. تُفضل الأدوات الخزفية أو الحجرية التي كانت تُستخدم تقليديًا في حضرموت لطحن العود، كما تؤكد وثائق متحف المهرة التراثي.
في السياق الثقافي، يربط علماء الأنثروبولوجيا بين تلوث رائحة العود بالأدوات الحديثة وانزياح القيمة الرمزية له كهدية ثمينة. تقول الدكتورة ليلى القاسمي من جامعة قطر: "العلاقة بين الأداة والمادة في الثقافة العربية تعكس فلسفة التوازن بين الإنسان والطبيعة".