معرض دبي للعود: جسر بين التراث والحداثة

chenxiang 4 2025-07-21 08:31:11

معرض دبي للعود: جسر بين التراث والحداثة

يُمثِّل معرض دبي للعود منصةً عالميةً تجسِّد التلاقي الفريد بين الأصالة العربية وابتكارات العصر. يشهد الحدث السنوي إقبالًا كبيرًا من خبراء العطور وتجار البخور ومحبِّي التراث، حيث يجمع بين عراقة التقاليد وروح الرفاهية التي تشتهر بها دبي. وفقًا لدراسة أجرتها غرفة تجارة دبي عام 2022، يُساهم المعرض في تعزيز مكانة الإمارة كمركزٍ دولي لتجارة العود بنموٍّ سنويٍ يصل إلى 15%. لا يقتصر الدور الثقافي للمعرض على العرض التجاري، بل يُقدِّم ورش عمل تفاعلية تُحيي تقنيات استخراج العود التقليدية التي ذكرها ابن سينا في كتاب "القانون في الطب". كما يُبرز المعرض الأعمال الفنية المصنوعة من خشب العود، مما يُعيد تعريف الأجيال الشابة بقيمة هذا الموروث الحضاري.

الأبعاد الاقتصادية: محرِّك لصناعة الرفاهية المستدامة

تحوَّل المعرض إلى قوةٍ دافعةٍ لاقتصاد العطور الفاخرة في المنطقة، حيث تُقدَّر قيمة صفقات العود خلال الفعالية بنحو 200 مليون درهم وفق تقرير "كايرو كابيتال" 2023. يُسهِم هذا النموّ في خلق فرص عملٍ في مجالات البحث العلمي والتصنيع المتخصص، خاصةً مع توجُّه الشركات الإماراتية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل جودة العود. من الجدير بالذكر أن 40% من العارضين في المعرض هم من المشاريع الصغيرة التي تعتمد على أساليب إنتاجٍ صديقةٍ للبيئة، وهو ما يتوافق مع رؤية الإمارات للتنمية المستدامة. يُشار هنا إلى تصريح الدكتور عمر السويدي، الخبير الاقتصادي، الذي أكد أن "صناعة العود الإماراتية تُعيد تشكيل سلسلة القيمة العالمية لهذا القطاع".

التقنيات الحديثة: ثورة في حفظ التراث العطري

يُبرز المعرض هذا العام ابتكاراتٍ تقنيةً غير مسبوقة، مثل استخدام البلوك تشين لتوثيق مصادر العود، وهي خطوةٌ تُحارب الغش التجاري وفقًا لتقرير منظمة "إنتربول" 2023. كما تعرض شركة ناشئة إماراتية جهازًا لتحليل الجزيئات العطرية باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يضمن دقة تحديد الأعمار التخزينية للبخور. تُظهر بيانات من معهد دبي للتصميم والابتكار أن 65% من الزوار يهتمون بالجوانب العلمية للعود، مما دفع المنظمين لإضافة قسمٍ خاصٍ بالبحوث الجامعية. يُلاحظ هنا تزايد التعاون بين الحرفيين التقليديين وخبراء التكنولوجيا، مما يُنتج حلولًا مبتكرةً لحفظ الأنواع النادرة من أشجار العود.

الحوار الثقافي: نافذة العالم على عبق الشرق

يحوِّل المعرض دبي إلى ملتقىً ثقافيٍ عالمي، حيث تُنظم جلسات حوارية بين خبراء من اليابان والهند والدول العربية حول الفلسفات الروحية المرتبطة بالعود. تُظهر إحصاءات المنظمة الدولية للعود أن 30% من زوار المعرض من غير الناطقين بالعربية، مما يعكس قوةَ الجذب الثقافي للفعالية. يُقدِّم الجناح الفرنسي هذا العام معرضًا تفاعليًا يربط بين موسيقى البيانو الكلاسيكية وعطور العود، في محاولةٍ فريدةٍ لخلق لغةٍ فنيةٍ عالمية. يقول الناقد الفني السعودي خالد الغامدي: "هذا الحدث يُحوِّل الرائحة إلى وسيطٍ حيويٍ للحوار الحضاري".
上一篇:القيمة الثقافية والتاريخية لسوار خشب العود والعود
下一篇:التاريخ العريق لخشب العود في الثقافة العربية
相关文章