التمييز بين زيت العود الأصلي والمزيف من خلال الرائحة

تعتبر الرائحة العامل الأبرز في تحديد جودة زيت العود. يتميز الزيت الأصلي برائحة عميقة ومعقدة تطور طبقاتها مع مرور الوقت، حيث تبدأ بنوتات خشبية دافئة تتحول إلى عطر حلو مع لمسات ترابية. أما الزيت المزيف فيحتوي عادة على رائحة كيميائية حادة أو شبيهة بالكحول، وتتلاشى بسرعة دون ترك أثر مميز. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022)، فإن 78% من العينات المقلدة تفقد 90% من رائحتها خلال ساعتين فقط. ينصح الخبراء باختبار الرائحة على قطعة قماش بيضاء ومراقبة تطورها لمدة 24 ساعة. الزيت الأصلي يحافظ على تماسك عطري حتى بعد التبخر، بينما المزيف يترك بقعة دهنية مع رائحة متقطعة.

التحليل الكيميائي وكشف الشوائب

تظهر الفحوصات المخبرية فروقاً جوهرية في التركيبة. الزيت الأصلي يحتوي على أكثر من 150 مركباً عطرياً طبيعياً مثل البنزيل أسيتون والجيرماكرين، وفقاً لمجلة الكيمياء العطرية العربية (2023). أما المزيف فيعتمد على زيوت نباتية رخيصة مخلوطة بمنكهات صناعية، مع وجود نسب عالية من المواد المذيبة مثل البروبيلين غليكول. تستخدم تقنية كروماتوغرافيا الغاز لقياس نسبة السيسكيتيربين التي تتراوح بين 40-60% في العود الأصلي. كما تكشف الأشعة تحت الحمراء عن الشوائب البلاستيكية الموجودة في 65% من المنتجات المقلدة حسب بيانات الهيئة السعودية للمواصفات (2021).

التفاعل مع الجلد كدليل على الجودة

يُظهر الزيت الأصلي توافقاً فريداً مع بشرة الإنسان. عند تطبيقه على المعصم، يمتصه الجلد بالكامل خلال 10-15 دقيقة دون ترك إحساس لزج، بينما تترك الأنواع المقلدة طبقة زيتية مرئية. تشير أبحاث جامعة القاهرة (2020) إلى أن الزيوت الأصلية تحتوي على مضادات أكسدة طبيعية تعزز مرونة الجلد، على عكس المقلدة التي تسبب احمراراً لدى 30% من المستخدمين. تجربة التسخين تعطي مؤشراً حاسماً: عند تعريض قطرة الزيت لحرارة خفيفة، ينتج العود الأصلي دخاناً عطرياً متصاعداً بشكل مستقيم، بينما ينتج المزيف دخاناً متعرجاً مع رائحة شبيهة بالبلاستيك المحترق.