اللون والملمس: العلامات الأولى للتمييز
chenxiang
9
2025-07-19 15:55:44

اللون والملمس: العلامات الأولى للتمييز
تعتبر مراقبة اللون والملمس من أبرز الطرق المباشرة لتمييز خشب العود الأصلي من المزيف. يتميز الخشب الأصلي بتدرجات لونية غير منتظمة تتراوح بين البني الداكن والأسود مع وجود خطوط طبيعية تشير إلى تراكم الزيوت العطرية على مر السنين. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي، فإن التشققات الدقيقة والخطوط الذهبية أو البنية ("العروق") هي سمة رئيسية لا يمكن تقليدها بسهولة في المنتجات المزيفة. على العكس من ذلك، يتميز الخشب المزيف بلون موحد غالبًا ما يكون مصنوعًا من صبغات كيميائية، مع سطح أملس يفتقر إلى التعقيد الطبيعي.
الرائحة: البصمة العطرية الفريدة
رائحة خشب العود الأصلي تُعتبر دليلًا لا يُخطئ. عند تسخينه بلطف، يطلق العود الحقيقي عطرًا عميقًا متعدد الطبقات، يبدأ بالحلاوة ويتحول إلى مركبات خشبية وعطرية معقدة. يشير الخبير في العطور أحمد الفارسي إلى أن الرائحة المزيفة غالبًا ما تكون حادة أو شبيهة بالكحول بسبب استخدام المواد الاصطناعية. اختبار بسيط يتمثل في وضع قطعة صغيرة في ماء ساخن: العود الأصلي يحتفظ برائحته لساعات، بينما تتبدد رائحة المزيف بسرعة.
اختبار الاحتراق: كشف الحقائق عبر النار
عند حرق قطعة صغيرة، يُنتج العود الأصلي دخانًا أبيض كثيفًا مع رائحة مميزة تزداد عمقًا مع استمرار الاحتراق. وفقًا لتجارب مختبر "أروماتك" في عُمان، يتحول لون الرماد الناتج إلى أبيض نقي. أما المزيف، فيصدر دخانًا أسود أو رماديًا مع رائحة كريهة تشبه البلاستيك المحترق، ويترك بقايا سوداء لزجة بسبب المواد الصناعية.
الكثافة والوزن: التوازن بين الخفة والقيمة
على عكس الاعتقاد الشائع، يتميز العود الأصلي بكثافة منخفضة نسبيًا بسبب المسامات الطبيعية. اختبار الطفو في الماء يظهر أن القطع الأصلية تطفو جزئيًا، بينما تغرق المزيفة كليًا إذا احتوت على مواد ثقيلة مثل الراتنجات الصناعية. دراسة من جامعة الملك عبدالعزيز أكدت أن الوزن الثقيل غير المتناسب مع الحجم يشير غالبًا إلى التزوير، خاصة عند وجود تشريب كيميائي.
يجب الجمع بين هذه الاختبارات للحصول على نتائج دقيقة، حيث لا يكفي اعتماد طريقة واحدة. الخبراء مثل د. خالد الناصر من "مجموعة العود العالمية" يؤكدون أن الخبرة الحسية المتراكمة تبقى العامل الحاسم في التمييز النهائي.