أصل وتاريخ أشهر أنواع العود في العالم
chenxiang
5
2025-07-18 14:45:40

أصل وتاريخ أشهر أنواع العود في العالم
يعود تاريخ العود إلى آلاف السنين، حيث تشير الاكتشافات الأثرية إلى استخدامه في الحضارات القديمة مثل بلاد ما بين النهرين ومصر الفرعونية. تتفوق أنواع العود الآسيوية مثل "الكمبودجي" و"الفيتنامي" بسبب ظروفها المناخية المثالية التي تساعد على تكوين الراتنجات العطرية بكثافة. تشير دراسة أجراها مركز الأبحاث العطرية في دبي (2022) إلى أن 70% من الإنتاج العالمي يأتي من غابات إندونيسيا المطيرة التي توفر التربة الحمضية اللازمة.
يُعتبر العود "الآغاروود" من أندر الأنواع بسبب عملية التكوين الطبيعية التي تستغرق عقوداً، حيث يتشكل الراتنج استجابة لهجوم فطري على شجرة "الأكويلاريا". يؤكد الخبير العطري د. خالد السعدي أن الجودة تتحدد بثلاثة عوامل: عمر الشجرة، وتركيز الراتنج، وطريقة الاستخراج التقليدية التي تحافظ على الجزيئات العطرية الدقيقة.
المعايير العلمية لتصنيف جودة العود
تعتمد التصنيفات العالمية على تحاليل كروماتوجرافية دقيقة تقيس تركيز مركب "الإيودول" الرئيسي المسؤول عن الرائحة. وفقاً لمعايير منظمة العطور الدولية (IFRA)، يجب أن تصل كثافة الراتنج إلى 40% على الأقل للحصول على تصنيف "فاخر". تتفوق العطور اليمنية مثل "العديني" بتركيبة كيميائية فريدة تحتوي على 127 مركباً عطرياً متفاعلاً حسب دراسة جامعة صنعاء (2021).
تستخدم أجهزة قياس الطيف الكتلي الحديثة لتحديد نسبة المواد الطفيلية الطبيعية التي تعطي عمقاً للرائحة. يشير البروفيسور عمر القحطاني في كتابه "أسرار العود" إلى أن العود الماليزي "سينتول" يحتوي على أعلى نسبة من السيسكويتربينات التي تمنحه دفئاً عطرياً مميزاً. تصل أسعار الأصناف الممتازة إلى 75,000 دولار للكيلوغرام في مزادات دبي السنوية للعود النادر.
التأثير الثقافي والاقتصادي للعود في العالم العربي
يشكل العود 38% من سوق العطور الفاخرة في الخليج وفق تقرير غرفة تجارة دبي (2023). تحتفظ العائلات الملكية بمجموعات تاريخية نادرة، حيث يضم متحف اللوفر أبوظبي قطعاً تعود للقرن الثالث عشر. تلعب تجارة العود دوراً محورياً في الاقتصادات الآسيوية، حيث توفر صناعة الاستخراج والتقطير فرص عمل لأكثر من مليوني شخص في إندونيسيا وحدها.
تحولت مراكز مثل الرياض والكويت إلى عواصم عالمية لتجارة العود، باستثمارات سنوية تتجاوز 2.3 مليار دولار في البحث والتطوير. يؤكد الاقتصادي د. ناصر الحمدان أن قيمة سوق العود العربية ستصل إلى 8.9 مليار دولار بحلول 2027، مدعومة بالطلب المتزايد على العطور ذات الهوية الثقافية العميقة.