مناطق زراعة العود في الشرق الأوسط: التركيز على عُمان واليمن

تشتهر دول الشرق الأوسط بإنتاج أنواع مميزة من العود، خاصةً في سلطنة عُمان وجمهورية اليمن. في عُمان، تُزرع أشجار العود في المناطق الجبلية الجنوبية مثل ظفار، حيث توفر التربة الخصبة والمناخ الرطب بيئة مثالية لنمو الأشجار. تشير الدراسات التاريخية إلى أن تجارة العود العُماني تعود إلى أكثر من ألف عام، حيث كان يُصدر إلى دول آسيا وأفريقيا عبر الموانئ القديمة. أما في اليمن، فيتركز الإنتاج في محافظات حضرموت والمهرة، وتتميز أشجار العود اليمنية بجودة عالية بسبب تعرضها لظروف مناخية قاسية تعزز تركيز الزيوت العطرية.

العوامل المناخية وتأثيرها على جودة العود

يلعب المناخ دورًا حاسمًا في تحديد خصائص العود في الشرق الأوسط. في المناطق الصحراوية مثل الإمارات العربية المتحدة، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تسريع عملية تكوين الراتنج داخل خشب الأشجار، مما يمنح العود رائحة قوية ودخانية. بينما في المناطق الساحلية مثل جنوب عُمان، يساهم ارتفاع الرطوبة في إنتاج عود ذو نعومة ورائحة حلوة. وفقًا لبحث أجرته جامعة السلطان قابوس، فإن التباين المناخي بين دول المنطقة يؤدي إلى تنوع كبير في تركيبات العطور المستخرجة.

الأساليب التقليدية لاستخراج العود

تعتمد دول الشرق الأوسط على تقنيات موروثة منذ قرون في استخلاص العود. في السعودية، تُستخدم طريقة التقطير بالبخار للحفاظ على النقاء الكيميائي للزيوت، بينما تفضل عُمان التخمير الطبيعي للخشب لمدة تصل إلى عشر سنوات. تشير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن هذه الأساليب التقليدية تساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة، رغم انتشار التقنيات الحديثة. كما أن طرق الجمع اليدوي للأخشاب تحمي الأشجار من الانقراض، وفقًا لمبادئ الزراعة المستدامة.

الدور الثقافي للعود في المجتمعات العربية

يمثل العود جزءًا لا يتجزأ من التراث الاجتماعي والديني في الشرق الأوسط. يُستخدم في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان والأعراس، حيث تشير دراسة أنثروبولوجية من جامعة القاهرة إلى أن 78% من العائلات الخليجية تستخدم العود في طقوسها اليومية. في الأدب العربي، ورد ذكر العود في قصائد المتنبي وأبي نواس كرمز للكرم والنقاء. كما أن الملكية السعودية تقدم هدايا من العود النادر في الزيارات الدبلوماسية، مما يعكس قيمته الرمزية كأحد كنوز المنطقة.