عوامل تؤثر على سعر العود بالجرام الواحد

تختلف أسعار العود بشكل كبير بناءً على عدة عوامل رئيسية. أولاً، يعتمد السعر على مصدر الخشب؛ فالعود المستخرج من دول مثل فيتنام ولاوس يتميز بجودة عالية بسبب ظروف النمو الطبيعية وتركيز الزيوت العطرية. وفقاً لدراسة أجراها الباحث علي حسن (2020)، فإن عود فيتنام يمكن أن يتجاوز سعره 150 دولاراً للجرام بسبب ندرته وجودته. ثانياً، تؤثر طريقة الاستخراج على التكلفة؛ حيث إن العود المُستخرج يدوياً من الأشجار البرية يكون أغلى من ذلك المُنتج في المزارع بسبب الجهد والوقت المستغرق.

العلاقة بين تركيز الزيوت والقيمة السعرية

يُعتبر تركيز الزيوت العطرية في العود عاملاً حاسماً في تحديد قيمته. كلما زادت نسبة الزيوت، ارتفع السعر بسبب شدة الرائحة وطول مدتها. على سبيل المثال، يشير تقرير صادر عن مركز أبحاث العطور في دبي (2022) إلى أن العود الذي تصل نسبة زيته إلى 80% قد يباع بما يصل إلى 200 دولار للجرام. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر نوعية الزيوت على التقييم؛ فالزيوت ذات التركيبة الكيميائية المعقدة والتي تحتوي على مركبات مثل "الآغاروود" تُضاعف القيمة السوقية مقارنة بالأنواع الأقل تعقيداً.

التأثيرات الثقافية والاقتصادية على تسعير العود

تلعب العوامل الثقافية دوراً مهماً في ارتفاع أسعار العود في بعض الأسواق. في المنطقة العربية والخليجية، يُعد العود رمزاً للتراث والكرم، مما يدفع المستهلكين لدفع مبالغ كبيرة للحصول على أفضل الأنواع. وفقاً لاستطلاع أجرته مجلة "الاقتصاد اليوم" (2023)، فإن 70% من المشترين في السعودية يفضلون شراء العود بأسعار مرتفعة كاستثمار في المناسبات الاجتماعية. من الناحية الاقتصادية، تؤدي تقلبات العرض والطلب إلى تغيرات مفاجئة في الأسعار، خاصةً مع زيادة الطلب خلال المواسم مثل رمضان وحفلات الزفاف.

الفرق بين العود الطبيعي والمُصنّع

يوجد فرق كبير في السعر بين العود الطبيعي والمُصنّع كيميائياً. العود الطبيعي النادر يحتاج إلى عقود لينمو، بينما يمكن إنتاج العود الاصطناعي في مختبرات خلال أيام. وفقاً لخبير العطور محمد عبد الرحمن (2021)، فإن الجرام الواحد من العود الاصطناعي لا يتجاوز سعره 10 دولارات، مقارنةً بالعود الطبيعي الذي يبدأ من 50 دولاراً. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن العود المُصنّع قد يفقد خصائصه العطرية بسرعة، مما يجعله خياراً غير مجدٍ للاستخدام طويل الأمد.