يُعتبر خشب العود من أغلى المواد الطبيعية بسبب رائحته الفريدة واستخداماته الطويلة في الثقافة العربية. تنقسم أنواع العود بشكل رئيسي إلى ثلاث فئات: الكمبودي، والهندي، والماليزي. يتميز الكمبودي بلونه الداكن وكثافة الراتنج، بينما يُعرف الهندي برائحته الحلوة التي تدوم طويلاً. أما الماليزي فيمتاز بتدرجات لونية فريدة تتراوح بين البني الذهبي والأحمر الداكن، وفقاً لدراسة أجراها مركز الأبحاث العطرية في دبي عام 2022.
تختلف جودة العود حسب عمر الشجرة والمناخ، حيث تُنتج الأشجار التي تنمو في المناطق الجبلية المرتفعة راتنجاً أكثر نقاءً. تشير بيانات منظمة التجارة العالمية للعطور إلى أن 70% من الإنتاج العالمي يأتي من غابات جنوب شرق آسيا المطيرة، مع وجود اختلافات كبيرة في التركيب الكيميائي للراتنج بين المناطق.
التمييز بين الأصلي والمزيف
تظهر الدراسات أن 40% من العود في الأسواق العربية مغشوش. لإثبات الأصالة، يُنصح بفحص نقاط الراتنج تحت العدسة المكبرة - العود الحقيقي يحتوي على خطوط متعرجة طبيعية تشبه الأوردة. كما أن غمر قطعة صغيرة في الماء الساخن يُظهر تفاعلاً مختلفاً؛ فالأصلي يُطلق رائحة عميقة دون ذوبان سريع، بينما المزيف يفقد لونه بسرعة.
أجرى معهد الجودة السعودي عام 2023 مقارنة بين 120 عينة، واكتشف أن العود المزيف يحتوي عادة على زيوت صناعية مثل ثنائي إيثيل فثاليت. طريقة الفحص باللهب أيضاً مفيدة: عند الاشتعال، يُنتج العود الأصلي دخاناً أبيض كثيفاً برائحة خشبية، بينما يُصدر المزيف دخاناً أسود ورائحة كيميائية حادة.
العوامل المؤثرة على القيمة
حدد خبراء من مجلس العطور العالمي خمس معايير رئيسية لتقييم العود: كثافة الراتنج، عمر الشجرة، طريقة الاستخراج، المنطقة الجغرافية، وطريقة المعالجة. تُظهر البيانات أن عود "كينام" من فيتنام قد حقق أعلى سعر في المزادات العالمية عام 2023، حيث بيعت قطعة وزنها 1.2 كجم بمليون دولار، وذلك لاحتوائها على 80% راتنج طبيعي.
تؤثر تقنيات الحصاد الحديثة على الجودة، حيث تؤكد جمعية حماية الغابات الآسيوية أن الطرق التقليدية باستخدام الأزاميل النحاسية تحافظ على التركيب العطري أفضل من المناشير الكهربائية. كما أن فترة التخزين تلعب دوراً حاسماً، حيث يُطور العود المخزن لمدة 10-15 سنة رائحة أكثر تعقيداً وفقاً لبحث نشر في مجلة الكيمياء العطرية الدولية.