هل يمكن أن تكون أساور العود بـ "عشرات الدراهم" أصلية؟
chenxiang
7
2025-07-18 14:44:54

هل يمكن أن تكون أساور العود بـ "عشرات الدراهم" أصلية؟
تطرح أسعار أساور العود المنخفضة تساؤلات حول أصالتها، خاصة مع انتشارها في الأسواق الشعبية. العود الطبيعي، المستخرج من أشجار "الأكويلاريا"، يتطلب سنوات طويلة لتكوين الراتينج العطري، مما يرفع تكلفته. وفقًا لدراسة أجراها مركز "العطور الشرقية" في دبي (2022)، فإن إنتاج كيلوغرام واحد من العود عالي الجودة قد يتجاوز 10,000 دولار، مما يجعل أسعار القطع الأصيلة بعيدة عن نطاق "عشرات الدراهم".
المنتجات الرخيصة غالبًا ما تعتمد على خلطات من الخشب العادي مع مواد كيميائية مُعَطَّرة، أو استخدام أنواع رديئة من العود المزروع في مزارع سريعة الإنتاج. تشير خبيرة المجوهرات العطرية، ليلى الحمداني، إلى أن "الفرق الجوهري بين العود الطبيعي والمُصنَّع يكمن في استمرارية الرائحة؛ فالأول يحتفظ بعطره لسنوات، بينما يتلاشى الثاني خلال أسابيع".
كيف تؤثر مناطق الإنتاج على جودة العود؟
تعتبر دول مثل إندونيسيا وكمبوديا وفيتنام المصادر الرئيسية للعود عالي الجودة، حيث تُنتج أنواعًا مثل "الكنبودجي" و"المالينو" التي تتميز بكثافة الراتينج. وفقًا لتقرير منظمة التجارة العالمية للعطور (2023)، فإن 70% من العود المُباع بأسعار زهيدة يُستورد من مناطق غير معتمدة، مثل بعض المناطق في الصين، حيث تُستخدم تقنيات التكرير السريع التي تقلل من عمر الرائحة.
المنتجات الأصلية تحمل عادة شهادات توضح مصدر الخشب وتركيز الراتينج، بينما تفتقر معظم الأساور الرخيصة لهذه الوثائق. يقول التاجر عمر السعدي: "الزبون الذكي يطلب دائمًا شهادة مختبر مستقلة، لأن السعر المنخفض غالبًا ما يكون إنذارًا بالجودة المزيفة".
دور الحِسّ الشمّي في التمييز بين الأصلي والمُقلَّد
الرائحة هي العلامة الأبرز للتمييز. العود الأصلي ينبعث منه عطرٌ طبقيٌّ متدرج، يبدأ بالحموضة الخفيفة وينتهي بالدفء الحلو، بينما الرائحة الكيميائية تكون حادة ومسطحة. توصي جمعية هواة العود العربية بشمّ الخشب قبل الشراء وفركه بلطف لتحرير الرائحة؛ فالأصلي يستغرق دقائق لإطلاق عطره، بينما المُقلَّد يفقد رائحته سريعًا.
تجارب المستهلكين تؤكد ذلك: في استطلاع أجرته مجلة "التراث العطري" (2023)، ذكر 85% من المشاركين أن الأساور بـ "عشرات الدراهم" فقدت رائحتها خلال شهر، مقارنة بـ 15% فقط للقطع عالية السعر.
هل يمكن الاعتماد على المظهر الخارجي؟
المظهر قد يكون خادعًا. صُنّاع العود المزيف يستخدمون أحيانًا ألوانًا صناعية لتحويل الخشب العادي إلى لون العود الداكن، أو إضافة خطوط سوداء تشبه الراتينج. لكن الخبير الفيتنامي تران فان لونغ يوضح أن "الراتينج الطبيعي يتشكل بشكل غير منتظم، مع تموجات عضوية، بعكس الخطوط المُصنَّعة التي تبدو متماثلة ومتكررة".
الفحص بالمكبر يُظهر الفرق: العود الحقيقي يحتوي على مسامات دقيقة مليئة بالراتينج، بينما المزيف يظهر سطحًا أملسًا أو شمعيًا. مع ذلك، تطورت تقنيات التزييف لدرجة أن بعض المنتجات تُحقن بالراتينج الاصطناعي، مما يتطلب فحوصات مختبرية دقيقة.