ارتفاع التكلفة والمخاطر المالية

يعتبر العود من أغلى المواد العطرية في العالم، حيث يتجاوز سعر الجرام الواحد مئات الدولارات في بعض الأحيان. هذا السعر المرتفع يرجع إلى ندرة أشجار العود الطبيعية، والتي تحتاج إلى عقود甚至 قرون لتكوين الراتنج العطري المميز. ومع ذلك، فإن هذه التكلفة الباهظة لا تعكس دائمًا الجودة الحقيقية، حيث يلجأ العديد من البائعين إلى غش المستهلكين بخلط العود الطبيعي بمواد كيميائية أو زيوت رخيصة. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة "السلام الأخضر"، فإن حوالي 70% من العود المتداول في الأسواق العالمية هو مزيج مغشوش، مما يزيد من مخاطر الخسارة المالية. بالإضافة إلى ذلك، يصعب على غير الخبراء التمييز بين العود الأصلي والمغشوش، خاصة مع تطور تقنيات التزييف. ينصح الخبراء بتجنب الشراء دون استشارة مختصين، لأن المخاطرة قد تؤدي إلى خسائر فادحة دون أي ضمانات.

التأثير البيئي المدمر

تتعرض أشجار العود لاستغلال مفرط بسبب الطلب العالمي المتزايد، مما أدى إلى انقراض العديد من الأنواع في دول مثل إندونيسيا وماليزيا. تقارير منظمة "سايتس" تشير إلى أن 85% من غابات العود الطبيعية اختفت خلال العقدين الماضيين، مما يهدد التوازن البيئي ويؤثر على حياة الكائنات التي تعتمد على هذه الأشجار. لا يقتصر الضرر على البيئة فحسب، بل يمتد إلى المجتمعات المحلية. تعتمد بعض المجتمعات على زراعة الأشجار بشكل مستدام، لكن عمليات القطع الجائر من قبل عصابات منظمة تدمر مصادر رزقهم. تقول الناشطة البيئية د. ليلى أحمد: "شراء العود يساهم بشكل غير مباشر في تدمير حياة آلاف العائلات ويزيد من الفقر في المناطق الريفية".

مخاطر صحية خفية

تحتوي العديد من منتجات العود المغشوشة على مواد كيميائية سامة مثل الفورمالديهايد والبنزين، والتي تسبب أمراضًا تنفسية وجلدية عند الاستخدام طويل الأمد. دراسة نشرت في مجلة "الصحة العالمية" عام 2022 أكدت أن حرق العود المغشوش يطلق جسيمات دقيقة تضر بالرئتين أكثر من السجائر العادية. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم بعض البائعين أصباغًا صناعية لإعطاء اللون الداكن للعود، والتي تحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق. هذه المواد تتراكم في الجسم مع الوقت وتسبب تلفًا في الجهاز العصبي والكلى. ينصح د. خالد عبد الله، أخصائي السموم، بضرورة فحص العود في مختبرات معتمدة قبل الاستخدام، خاصةً مع انتشار التقارير عن حالات تسمم مرتبطة بالعود المغشوش.