أصل خشب العود وجودته: العوامل الأساسية التي تحدد السعر

يعتمد سعر جرام خشب العود بشكل أساسي على مصدره وجودته. تُعتبر دول مثل فيتنام وكمبوديا وإندونيسيا من أشهر المصادر العالمية، حيث يتميز خشب العود الفيتنامي بكثافة الراتنج ورائحته الفريدة، مما يجعله الأغلى ثمناً (يصل إلى 150 دولاراً للجرام). في المقابل، قد تتراوح أسعار الأنواع الإندونيسية بين 20 إلى 80 دولاراً للجرام حسب المنطقة. تشير دراسة أجراها مركز "العود والطيب" في دبي عام 2022 إلى أن 70% من التجار يفضّلون الأخشاب الآسيوية لقدرتها على الاحتفاظ بالعطر لأكثر من 24 ساعة. تقسّم الجودة حسب معايير مثل لون الخشب وكثافة الراتنج وعمر الشجرة. الأشجار التي يزيد عمرها عن 100 عام تنتج أخشاباً داكنة اللون غنية بالزيوت العطرية، حيث يُشكّل الراتنج ما يصل إلى 40% من وزنها وفقاً لتقرير منظمة "الغابات العالمية". بينما تحتوي الأنواع منخفضة الجودة على أقل من 15% راتنج، مما يجعل رائحتها تختفي خلال ساعات قليلة.

العوامل الاقتصادية والثقافية المؤثرة على التسعير

تلعب العوامل الثقافية دوراً محورياً في ارتفاع الأسعار، خاصة في المنطقة العربية حيث يُستخدم خشب العود في المناسبات الدينية والاجتماعية الراقية. تشهد دول الخليج زيادة سنوية في الطلب تصل إلى 12% وفقاً لإحصاءات غرفة تجارة دبي، مما يخلق ضغطاً على الأسواق العالمية. كما أن ندرة الأشجار الطبيعية مقارنة بالمزروعة صناعياً ترفع القيمة السوقية، حيث تحتاج الشجرة الطبيعية إلى 25 عاماً في المتوسط لتنتج خشباً قابلًا للاستخدام. تؤثر الظروف الجيوسياسية أيضاً على التكاليف. فرض حظر تصدير الأخشاب من كمبوديا عام 2020 أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 35% خلال 6 أشهر. من ناحية أخرى، ساهمت التقنيات الحديثة في الزراعة الصناعية بخفض أسعار بعض الأنواع بنسبة 20% خلال العقد الماضي، لكن الخبراء مثل الدكتور خالد السعيدي من جامعة الملك عبدالعزيز يحذّرون من انخفاض جودة هذه الأنواع بنسبة 40% مقارنة بالطبيعية.

التقلبات السوقية واستراتيجيات الشراء

يشهد سوق العود تقلبات موسمية حادة، حيث ترتفع الأسعار بنسبة 25-30% خلال شهر رمضان وموسم الحج. ينصح خبراء مثل أحمد الفهيد من شركة "عطور القصيم" بشراء الكميات الكبيرة في الفترة من فبراير إلى أبريل عندما تنخفض الأسعار إلى أدنى مستوياتها. تظهر البيانات أن شراء 100 جرام من النوع الفاخر في هذه الفترة يوفر ما يقارب 1500 دولار مقارنة بأسعار ديسمبر. تختلف استراتيجيات التسعير بين القطاعات، ففي حين تبيع المصانع الكبرى الجرام الواحد من النوع المتوسط بــ 45 دولاراً، يصل نفس النوع في محلات التجزئة الفاخرة إلى 85 دولاراً بسبب تكاليف التخزين والعلامة التجارية. تشير تحليلات بنك الاستثمار العربي إلى أن القيمة المضافة في مرحلة التصنيع قد تصل إلى 120% من السعر الأصلي للخشب الخام.