تأثير الماء على التركيبة الطبيعية لخشب العود
chenxiang
4
2025-07-17 08:35:32

تأثير الماء على التركيبة الطبيعية لخشب العود
يتميز خشب العود ببنية مسامية معقدة تتشكل عبر سنوات من التراكمات الراتنجية. عند تعرضه للماء، تمتص الألياف الرطوبة مما يؤدي إلى تمدد الخشب ثم انكماشه عند الجفاف. هذه التغيرات المتكررة تُضعف الترابط الداخلي للراتنجات، وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث المواد الطبيعية في دبي (2019). كما أن التشققات الناتجة تفقد الخشب قوته الميكانيكية، مما يجعله عُرضة للكسر حتى تحت ضغوط خفيفة.
تفكك المركبات العطرية الأساسية
تحتوي الراتنجات في خشب العود على أكثر من 150 مركباً كيميائياً حساساً للذوبان المائي، كما أوضح الكيميائي الدكتور خالد الفارسي في محاضرة بمؤتمر العطور العالمية 2022. يؤدي التلامس مع الماء إلى تحلل مركبات مثل "السيسكويتربين" المسؤولة عن العطر الفريد، حيث تتحول إلى مواد ثانوية عديمة الرائحة. تجارب معملية أظهرت فقدان 40% من المركبات العطرية بعد غمر الخشب لمدة 24 ساعة.
تأثيرات على القيمة الاقتصادية والروحية
في الثقافة العربية والخليجية تحديداً، يُعتبر خشب العود الجاف رمزاً للرفاهية والهوية الثقافية. تقارير من سوق دبي للعود (2023) تشير إلى أن القطع المبتلة تنخفض قيمتها بنسبة 60-80% بسبب تشوه المظهر وفقدان الرائحة. كما أن الاستخدامات الدينية في التبخير تتطلب نقاءً خاصاً، حيث يُعتقد أن الماء يُفقد الخشب "بركته" وفقاً لمعتقدات محلية قديمة مسجلة في مخطوطات عُمانية من القرن الثامن عشر.
مخاطر التلوث الميكروبي
تشكل البيئة الرطبة أرضاً خصبة لنمو الفطريات والبكتيريا داخل مسام الخشب، كما حذرت منظمة الصحة العالمية في دليلها لحفظ المواد العضوية (2021). تنتج بعض هذه الكائنات سموماً تسبب تصبغات داكنة وتآكلاً داخلياً. حالات مسجلة في متحف قطر الوطني أظهرت تحلل كامل لقطع أثرية من العود خلال 3 أشهر فقط من التخزين في ظروف رطوبة عالية.
أساليب الحفظ المثلى
ينصح خبراء مثل أحمد السويدي (مؤلف كتاب "كنوز العود") بتخزين الخشب في عبوات زجاجية مع حبيبات سيليكا جل لامتصاص الرطوبة. يجب تنظيف الغبار بفرشاة ناعمة جافة دون استخدام سوائل. في حالات البلل العرضي، تُطبق تقنية التجفيف البطيء في ظل ظروف تهوية محكمة لمدة 6-8 أسابيع، وفق بروتوكولات معهد أبوظبي للتراث الثقافي.