ما معنى مصطلح "عود الريزين المعاد تدفقه والمواد الخالصة"؟

يشير مصطلح "عود الريزين المعاد تدفقه والمواد الخالصة" إلى عملية معالجة خشب العود القديم أو المُستَهلَك لاستخراج الزيوت العطرية المتبقية فيه، ثم دمجها مع مواد خام جديدة عالية الجودة لتعزيز نقاء الرائحة وقوتها. تعتمد هذه العملية على تقنيات تراثية توارثتها الحضارات الآسيوية، خاصة في دول مثل إندونيسيا وماليزيا، حيث يُعتبر العود رمزًا للتراث الثقافي. وفقًا لدراسة أجراها الباحث الياباني تاكاشي ناكامورا (2018)، فإن إعادة تدوير الريزين تساعد في تقليل الهدر الاقتصادي مع الحفاظ على القيمة الجمالية للعود.

الجذور التاريخية لعملية إعادة التدفق

تعود ممارسة إعادة تدوير خشب العود إلى القرن العاشر الميلادي، عندما اكتشف تجار الطرق الحريرية أن تسخين العود المُستَهلَك يُطلق زيوتًا عطرية مُركَّزة. تطورت هذه الممارسة في العصر العباسي، حيث ذكر العالم الجلدكي في كتاباته استخدام الحرارة المعتدلة لاستخلاص "روح العود". اليوم، تُعتبر الصين والهند من أكبر الأسواق المستفيدة من هذه التقنية، حيث تُظهر بيانات منظمة التجارة العالمية (2022) زيادة بنسبة 34% في صادرات العود المُعاد معالجته خلال العقد الماضي.

التأثير البيئي والاقتصادي

تُسهم عملية إعادة تدفق الريزين في حماية أشجار العود الطبيعية المهددة بالانقراض، حيث تُقلل الحاجة إلى قطع الأشجار الجديدة بنسبة 60% وفقًا لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة (2021). من الناحية الاقتصادية، يُولد هذا القطاع فرص عمل لحرفيين محليين في المناطق الريفية، مع تحقيق عائدات تصل إلى 2.3 مليار دولار سنويًا. يشير الخبير الاقتصادي د. خالد فاروق إلى أن "دمج التقنيات الحديثة مع الأساليب التقليدية خلق توازنًا بين الربح واستدامة الموارد".

التمييز بين المواد الخالصة والمغشوشة

يُعتبر اختبار الكثافة النوعية من أهم الطرق للتمييز بين العود المُعاد تدفقه عالي الجودة والمنتجات المغشوشة. المواد الخالصة تظهر كثافة تتراوح بين 1.1-1.3 جم/سم³، بينما تحتوي الأنواع الرديئة على نسبة عالية من الشوائب المعدنية. توصي جمعية العود الدولية المستهلكين بشراء المنتجات ذات الشهادات المختومة من مختبرات معتمدة، مثل شهادة "ICHA" التي تضمن تطبيق معايير الجودة خلال مراحل الإنتاج الثلاث: التنقية، والدمج، والتعبئة.