جودة العود: العوامل التي تحدد التصنيف
chenxiang
4
2025-07-16 08:17:13

جودة العود: العوامل التي تحدد التصنيف
تعتبر جودة العود من أهم المعايير التي تؤثر على ترتيب المناطق المنتجة. تشمل الجودة نسبة الزيوت العطرية وطول فترة التخمير وتعقيد الرائحة. وفقًا لدراسة أجراها د. أحمد الخالد عام 2020، تحتل فيتنام المرتبة الأولى بسبب تركيز الزيوت الذي يصل إلى 80% في بعض الأنواع، تليها كمبوديا التي تتميز بعودها "الأسود" ذو الرائحة الدخانية. بينما تحتل إندونيسيا مرتبة متوسطة بسبب اختلاف التربة المناخية بين جزرها.
من ناحية أخرى، يلعب العمر الزمني للأشجار دورًا حاسمًا. تشير منظمة "أشجار العود العالمية" إلى أن الأشجار التي يتجاوز عمرها 100 عام في ماليزيا تنتج عودًا بجودة تفوق غيرها، لكن ندرة هذه الأشجار تخفض ترتيب البلاد بشكل عام. بذلك، يصبح التوازن بين العوامل الطبيعية والاستدامة البيئية مفتاحًا لفهم التصنيفات.
الكمية والإنتاج: التوازن بين العرض والطلب
لا تعكس الجودة وحدها الترتيب، بل تؤثر كمية الإنتاج بشكل كبير. تحتل إندونيسيا الصدارة في الإنتاج السنوي بحوالي 150 طنًا، وفقًا لتقرير منظمة التجارة العالمية 2023، بسبب مساحات الغابات الشاسعة. لكن الكم الهائل يؤدي أحيانًا إلى انخفاض الأسعار، مما يقلل من القيمة الإجمالية للمنتج مقارنة بمنافسيها.
في المقابل، تنتج لاوس نحو 20 طنًا سنويًا فقط، لكن تركيزها على الأنواع النادرة مثل "عود كي سافان" يجعلها تحتل مرتبة متقدمة في سوق الرفاهية. هنا تبرز مفارقة مهمة: زيادة الكمية قد لا تعني تفوقًا في التصنيف، خاصة مع اتجاه الأسواق نحو المنتجات الفاخرة المحدودة.
الأهمية التاريخية والثقافية
للمكانة التاريخية تأثير غير مباشر على ترتيب المناطق. تشير المخطوطات العربية القديمة إلى استخدام عود كمبوديا في طقوس الملوك منذ القرن التاسع، مما يعطي منتجاتها هالة من التميز. اليوم، تستثمر الشركات هذا الإرث في حملات التسويق، كما يوضح خبير الاقتصاد الثقافي د. عمر الناصر.
من جهة أخرى، تعتمد مناطق مثل بابوا غينيا الجديدة على الحداثة في صناعتها، مما يضعف تصنيفها رغم الجودة المقبولة. بذلك، يصبح الجمع بين الأصالة والابتكار عاملاً حاسمًا لتحسين المراكز في القوائم العالمية.
التشريعات البيئية وأثرها على التصنيف
أصبحت القوانين البيئية عاملاً جديدًا في تقييم المناطق. فرضت فيتنام قيودًا صارمة على قطع الأشجار عام 2018، مما رفع أسعار منتجاتها بنسبة 40% لكنه حافظ على مكانتها كرمز للجودة. في المقابل، تسبب الإفراط في الاستغلال في الفلبين بخروجها من القائمة العالمية عام 2022 وفقًا لتقرير "غرينبيس".
كما تدعم مبادرة "العود الأخلاقي" في ماليزيا المزارع المستدامة، مما يزيد من فرصها في التصنيفات المستقبلية. هنا يتضح أن الالتزام البيئي لم يعد خيارًا ثانويًا، بل أساسًا للتنافسية في سوق العود العالمي.