اللون والملمس: العلامات الأولى لتمييز خشب العود الأصلي
chenxiang
7
2025-07-16 08:17:04

تُعتَبر مراقبة اللون والملمس من أسهل الطرق لتمييز خشب العود الأصلي. يتميز الخشب الأصلي بتدرجات لونية غنية تتراوح بين البني الداكن المائل إلى الأسود واللون العنبري الفاتح، مع وجود خطوط طبيعية تشكل أنماطًا عضوية متشابكة. على عكس المنتجات المقلدة التي تُصبغ بألوان صناعية موحدة، يظهر الخشب الحقيقي تنوعًا في التصبغ حتى داخل القطعة الواحدة.
عند الفحص الدقيق، يظهر سطح الخشب الأصلي مسامًا طبيعية غير منتظمة الشكل، بينما تبدو النسخ المزيفة أكثر نعومة ومُصقولة بشكل مفرط. وفقًا لخبراء صناعة العطور التقليدية في الخليج، فإن التباين في الملمس بين الأجزاء المختلفة للقطعة الواحدة يُعد دليلًا على النضج الطبيعي للراتنجات العطرية داخل الخشب.
الرائحة: البصمة العطرية الفريدة
تُمثل الرائحة العطرية المميزة العامل الحاسم في التمييز. عند تسخين قطعة صغيرة من الخشب الأصلي بلطف، تتحرر روائح معقدة تتراوح بين الحلوة الدافئة والمركبات الخشبية العميقة، مع وجود نفحات عطرية ثانوية تختلف حسب منشأ الخشب. تظهر الدراسات العلمية أن العود الأصلي يحتوي على أكثر من 150 مركبًا عطريًا متوازنًا بشكل طبيعي.
المنتجات المقلدة تفتقر إلى هذا التعقيد العطري، حيث تظهر روائح حادة وحادة تزول بسرعة. تجار العود التقليديون في عُمان يؤكدون أن الرائحة الأصلية تترك أثرًا عطريًا على الأصابع حتى بعد لمس الخشب لفترة وجيزة، بينما تختفي الآثار الكيميائية خلال دقائق.
الكثافة والوزن: مؤشرات النضج الطبيعي
تُظهر قطع العود الأصلية كثافة عالية نتيجة تراكم الراتنجات العطرية على مدى عقود. عند وضع قطعة صغيرة في الماء، تميل إلى الغطس جزئيًا أو كليًا حسب درجة النضج، بينما تطفو معظم المقلدات بسبب قلة المحتوى الراتنجي. تجارب معامل الجودة في دبي تشير إلى أن الكثافة النوعية للعود الأصلي تتراوح بين 1.05 إلى 1.30 جم/سم³.
الوزن النسبي للقطعة يعطي مؤشرًا أوليًا، حيث يشبه خشب العود الحقيقي حمل حجر صغير بحجمه، على عكس الخشب العادي الذي يبدو أخف. مع ذلك، ينصح الخبراء بعدم الاعتماد على هذا العامل وحده، حيث توجد تقنيات حديثة لحقن المواد الثقيلة في الأخشاب المزيفة.
تفاعل الحرارة: اختبار التغيرات العطرية
عند تعريض الخشب لمصدر حرارة غير مباشر (مثل تقريبه من جمرة)، يبدأ العود الأصلي بإطلاق دخان أبيض كثيف بشكل متدرج، بينما تحترق المقلدات بسرعة مع دخان أسود. وفقًا لبحث أجرته جامعة الملك سعود، يتميز الدخان الأصلي بشكله الحلزوني الصاعد نتيجة التفاعلات الكيميائية المعقدة للراتنجات.
تتحول الرائحة عند التسخين من نوتات ترابية أولية إلى عطور دافئة تدوم لساعات، على عكس الروائح الصناعية التي تتحول إلى رائحة كريهة تشبه البلاستيك المحترق. الحرفيون اليمنيون يستخدمون تقليدًا قديمًا بوضع القطعة على لوح معدني ساخن لملاحظة نمط انتشار الزيوت العطرية بشكل طبيعي.