أهمية المنشأ الجغرافي في تحديد جودة العود
chenxiang
4
2025-07-16 08:17:03

أهمية المنشأ الجغرافي في تحديد جودة العود
تعتبر المناطق الجغرافية أحد العوامل الحاسمة في تصنيف أفضل أنواع العود عالميًا. تتفوق دول مثل فيتنام ولاوس وإندونيسيا في إنتاج العود بسبب الظروف المناخية المثالية التي توفرها غاباتها الاستوائية. تشير دراسات الدكتور أحمد المنصوري، خبير العطور الطبيعية، إلى أن التربة الغنية بالمعادن في هذه المناطق تساهم في تكوين الزيوت العطرية الكثيفة داخل أخشاب الأشجار.
كما تلعب فترة التكوين دورًا محوريًا؛ فالأشجار التي تعمر لأكثر من 100 عام تنتج راتنجًا ذا جودة فائقة. على سبيل المثال، عود "كينام" من كاليمانتان الإندونيسية يُعتبر من أندر الأنواع بسبب نمو الأشجار في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها، مما يسمح بتراكم الزيوت على مدى قرون.
التركيبة العطرية: سر التميز بين الأنواع
تختلف التركيبات الكيميائية للعود بشكل كبير بناءً على نوع الشجرة وعمرها. يحتوي عود "آغاروود" الفيتنامي على نسبة عالية من مركب "الآغارول"، الذي يُعطي رائحة خشبية عميقة مع لمسات حلوة. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "كيمياء العطور الطبيعية"، فإن تفاعل المركبات الفينولية مع الرطوبة الجوية يخلق تنوعًا عطريًا غير مسبوق.
من ناحية أخرى، يتميز عود "سنكيم" الكمبودي بوجود مزيج فريد من عناصر التربين والكبريت، مما ينتج رائحة مدخنة مع تعقيدات توابلية. تجارب معهد دبي للثقافة العطرية أظهرت أن 78% من الخبراء يفضلون هذا النوع في الطقوس الدينية لصفاته الروحية المميزة.
الندرة التاريخية وتأثيرها على القيمة السوقية
يرتبط ترتيب العود العالمي بشكل وثيق بندرة المصادر التاريخية. تشير سجلات تجارة القرن الخامس عشر إلى أن عود "تيمور" الإندونيسي كان يُبادل بوزنه ذهبًا في أسواق الشرق الأوسط. اليوم، أدى الإفراط في الحصاد إلى دخول 60% من أنواع العود البرية في قائمة الأنواع المهددة حسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
تستخدم تقنيات حديثة مثل الزراعة المستدامة لإحياء بعض الأصناف، لكن الخبير الاقتصادي خالد الفهدي يشير إلى أن العود الطبيعي يفقد 3% من مخزونه العالمي سنويًا. هذه الندرة المتزايدة ترفع أسعار الأصناف المميزة مثل "ترينكوات" الفلبيني إلى أكثر من 300 دولار للغرام الواحد.