الفحص بالرائحة: العامل الأساسي في تمييز العود الأصلي

تعتبر الرائحة المؤشر الأقوى لتمييز العود الأصلي من المزيف. يتميز العود الطبيعي برائحة عميقة ومعقدة تتراوح بين الحلوة والترابية مع لمسات عطرية خشبية، بينما تنبعث من العود المزيف روائح كيميائية حادة تسبب تهيجًا في الأنف. وفقًا لدراسة أجراها مركز العطور التقليدية في دبي عام 2022، يحتوي العود الأصلي على أكثر من 150 مركبًا عطريًا طبيعيًا تتفاعل مع حرارة الجسم بشكل متفرد. لاختبار الجودة، يُنصح بفرك القطعة بلطف باستخدام إصبع نظيف. تطلق القطع الأصلية رائحة غنية تزداد عمقًا مع الوقت، في حين تتبخر الروائح الصناعية خلال دقائق. يوضح الخبير عبد الرحمن السعدي أن "العود الحقيقي يحتفظ برائحته لسنوات حتى عند تخزينه بشكل غير مثالي، بينما يفقد المزيف 80% من عطره خلال أشهر قليلة".

التحليل البصري: قراءة أسرار النسيج واللون

تظهر الخطوط الطبيعية في العود الأصلي أنماطًا عضوية غير منتظمة تشبه الخرائط الجبلية تحت المجهر. وفقًا لمتحف التراث العماني، تحتوي القطع الأصلية على تشققات دقيقة تشكلت عبر عقود من التماسك الطبيعي للراتنجات. بينما تظهر المزيفة خطوطًا صناعية متكررة وأنماطًا هندسية مثالية تشبه الطباعة. اللون ليس مؤشرًا موثوقًا بمفرده، لكن التدرجات الطبيعية تلعب دورًا مهمًا. يشير الدكتور خالد الفارسي في كتابه "أسرار العود" إلى أن اللون البني الغامق مع بقع رمادية مائلة للأخضر يميز الأنواع عالية الجودة، بينما تسيطر الألوان الموحدة السوداء أو البنية الفاتحة على المزيفات. تظهر الصور بالأشعة فوق البنفسجية تفاعلًا ضوئيًا مميزًا في القطع الأصلية بسبب التركيب الكيميائي الفريد للراتنجات الطبيعية.

اختبار الكثافة والوزن: توازن الطبيعة الخفي

يمتلك العود الأصلي كثافة عالية غير متناسبة مع حجمه بسبب تراكم الراتنجات عبر الزمن. وفقًا لمعايير مختبر الجودة في الرياض، تغوص القطع الأصلية في الماء ببطء بينما تطفو المزيفة بسبب مساميتها العالية. يلاحظ الخبراء أن وزن 1 سم³ من العود الأصلي يتراوح بين 1.2-1.4 جرام، بينما لا يتجاوز وزن المزيف 0.8 جرام لنفس الحجم. يشير البروفيسور ناصر القحطاني إلى أن "التوازن بين الوزن والمظهر الخارجي يكشف الأسرار"، حيث تبدو القطع المزيفة كبيرة الحجم مع وزن خفيف بشكل غير منطقي. تظهر الدراسات أن العود الأصلي يفقد 3-5% فقط من وزنه بعد عقد من الاستخدام، بينما يفقد المزيف 15-20% بسبب تبخر المواد اللاصقة الصناعية.

تفاعل الحرارة: اختبار النقاء الحاسم

عند تعريض طرف القطعة لمصدر حرارة خفيف (وليس لهبًا مباشرًا)، ينتج العود الأصلي دخانًا أبيض كثيفًا ذا رائحة نباتية نقية. وفقًا لتجارب معهد الفنون الحرفية بالشارقة، تذوب المزيفات بسرعة مطلقةً دخانًا أسودَ ذا رائحة بلاستيكية لاذعة. يسجل مقياس الحرارة الحراري تفاوتًا كبيرًا في التفاعل، حيث تحتاج القطع الأصلية لـ 3-5 دقائق لإطلاق العطر الكامل مقابل 30-60 ثانية للمزيفة. يؤكد الحرفي القديم محمد العامري أن "الفحم الناتج عن العود الأصلي يحتفظ بتركيبة مسامية متجانسة، بينما يتحول المزيف إلى رماد هش وغير منتظم". تظهر التحاليل المجهرية أن درجة انصهار الراتنجات الأصلية تتراوح بين 120-150°م، مقابل 80-100°م للمواد الصناعية.