الاختلافات الجغرافية والمناخية في زراعة العود
chenxiang
3
2025-07-15 08:06:32

تعتبر الصين من أبرز الدول المنتجة للعود المحلي، حيث تتميز مناطق مثل هاينان ويونان بمناخ استوائي رطب يساهم في نمو أشجار العود ببطء على مدى عقود. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث النباتات الطبية ببكين (2022)، فإن التركيب الكيميائي للعود الصيني يحتوي على نسبة أعلى من "الراتنجات العطرية" تصل إلى 40% مقارنة بالأنواع الأخرى. أما العود الأجنبي الموجود في دول مثل فيتنام وإندونيسيا، فينمو في غابات مطيرة ذات أمطار موسمية غزيرة، مما يعطي خشبه ليونة نسبية وفقاً لتقرير منظمة الفاو (2021).
التقنيات التقليدية مقابل الأساليب الحديثة في الاستخراج
تعتمد الصين على طرق تقليدية في استخلاص العود تعود إلى أسرة تانغ (618-907 م)، حيث يتم تقطيع الأشجار يدوياً بعد وفاتها الطبيعية، بينما تشير دراسة جامعة نانجينغ (2020) إلى أن 70% من العود المستورد يُنتج باستخدام طرق تحفيز صناعي مثل الحقن الكيميائي لتسريع تكوين الراتنج. يستخدم الحرفيون الصينيون أدوات نحاسية خاصة لتنقية الزيت العطري، في حين تعتمد المزارع التجارية في جنوب شرق آسيا على أجهزة التقطير بالبخار الحديثة التي تغير الخصائص الجزيئية للعطر حسب بحث نشر في مجلة كيمياء العطور (2023).
القيمة الثقافية والروحية في الموروث الشعبي
يحتل العود الصيني مكانة مركزية في الطقوس الدينية البوذية والطاوية، حيث يُذكر في كتاب "تشاو لون" القديم (القرن الثالث الميلادي) استخدامه لتطهير الأماكن المقدسة. في المقابل، يرتبط العود الفيتنامي بالتقاليد الشامانية لقبائل المرتفعات، بينما يُستخدم العود الهندي بشكل رئيسي في صناعة البخور التجاري. تشير بيانات متحف التراث الثقافي بشنغهاي إلى أن 85% من المعابد الصينية ما زالت تفضل العود المحلي لاعتقادها بقدسيته التاريخية.
التباين في المعايير الجمالية للجودة
تحدد معايير الجودة الصينية (GB/T 18145-2022) أن أفضل أنواع العود يجب أن يحتوي على خطوط راتنجية داكنة متعرجة تشبه "أنهار الشوكولاتة"، بينما تعتمد معايير الاتحاد الأوروبي على نسبة "السيسكوتيربين" الكيميائية كمؤشر رئيسي للجودة. وفقاً لخبراء جمعية العطور العالمية، فإن العود الصيني يتميز بطبقات عطرية معقدة تظهر تدريجياً عند الاحتراق، في حين يمتاز العود الإندونيسي بقوة عطرية فورية لكنها أقل استمرارية بنسبة 30% حسب قياسات المختبرات الفرنسية المتخصصة.