الفحص البصري للون وملمس الخشب

تعتبر المرحلة الأولى في تمييز أساور العود الحقيقية من المزيفة هي الفحص الدقيق للخصائص البصرية. الخشب الطبيعي يتميز بتدرجات لونية متغيرة بين البني الداكن والأحمر المائل إلى الأسود، مع وجود عروق غير منتظمة تشكل "خطوط الزيت" التي تظهر نتيجة تراكم الراتنجات العطرية على مدى سنوات. أما المنتجات المقلدة فتظهر ألواناً موحدة غالباً ما يتم تحقيقها باستخدام صبغات كيميائية، حيث يلاحظ اختفاء التدرج الطبيعي عند التكبير بالعدسة المكبرة. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 2022، فإن 78% من العينات المزيفة تفشل في محاكاة النمط الفريد لانتشار الراتنج داخل الألياف الخشبية. الخبراء مثل د. خالد المرزوقي يشيرون إلى أن الملمس الحقيقي للعود يجب أن يكون خشنًا قليلاً مع وجود مسام دقيقة، بينما المواد الصناعية مثل البلاستيك أو الخشب المعالج تظهر سطحاً أملساً بشكل غير طبيعي.

اختبار الرائحة وسلوك الاحتراق

الرائحة المميزة للعود الحقيقي تشكل العامل الحاسم في التمييز، حيث تنبعث منها نوتات عطرية معقدة تتراوح بين الحلو والمر مع إحساس دافئ يختلف تماماً عن العطور الصناعية ذات الرائحة الحادة أو الشبيهة بالكحول. عند تسخين الخرزة بلطف بلهب صغير، يجب أن ينتج دخاناً أبيض كثيفاً برائحة خشبية عميقة، بينما تحترق المواد المقلدة بسرعة مع انبعاث روائح كريهة تشبه البلاستيك المحترق. تجارب معهد الفنون التقليدية في مسقط أثبتت أن العود الأصلي يحتفظ برائحته لأشهر عند تخزينه بشكل صحيح، في حين تتبخر الروائح الاصطناعية خلال أيام قليلة. ينصح الخبراء بتجنب المنتجات التي تحتوي على مصطلحات غامضة مثل "عود صناعي ممتاز" أو "عطر مشابه للعود"، حيث لا يوجد في الواقع ما يعادل الراتنج الطبيعي المُكون على مدى قرون.

التحليل العلمي للكثافة والتركيب

تتميز حبات العود الحقيقية بكثافة عالية بسبب تراكم المواد الراتنجية، حيث تغوص في الماء بسهولة عند إجراء اختبار الطفو، على عكس معظم البدائل الصناعية التي تطفو أو تغوص ببطء. تشير الأبحاث المنشورة في مجلة "تراث الخليج" العلمية إلى أن الكثافة النوعية للعود الطبيعي تتراوح بين 1.1 إلى 1.3 جم/سم³، مقارنة بـ 0.8-1.0 جم/سم³ للخشب العادي المعالج. باستخدام المجهر الإلكتروني، يمكن ملاحظة البنية المسامية الفريدة التي تشبه خلية النحل في العينات الأصلية، بينما تظهر المواد المقلدة تراكيب ليفية منتظمة الصنع. تقنيات التحليل الطيفي (مثل FTIR) تكشف عن البصمة الكيميائية المميزة لمركبات السيسكويتربين الموجودة حصرياً في العود الطبيعي، وفقاً لتقرير مركز أبحاث العطور في دبي عام 2023.