تعتبر مراقبة لون الخشب وتركيبة الزيوت من العوامل الأساسية في تمييز العود الأصلي. يتميز العود الحقيقي بتباين طبيعي في الألوان بين درجات البني الداكن والبني المحمر، مع وجود خطوط زيتية غير منتظمة تشبه الخرائط الطبيعية. وفقًا لدراسات أجراها خبراء في جامعة الأزهر، تظهر العينات الأصلية تشققات دقيقة مليئة بالراتنجات العطرية تتشكل عبر عشرات السنين. أما العود المزيف فيظهر ألوانًا موحدة أو مصطنعة باستخدام أصباغ كيميائية، حيث تلاحظ في بعض الحالات وجود بقع زرقاء أو سوداء غير طبيعية. تشير منظمة التجارة العالمية للعود إلى أن 78% من المنتجات المقلدة تحتوي على زيوت نباتية رخيصة تُحقن بشكل صناعي، مما يخلق ملمسًا لزجًا يختلف عن السطح الناعم المميز للعود الأصلي.

الرائحة وتطورها الزمني

تمثل الرائحة العطرية المعقدة العلامة الأكثر حسماً للتمييز. العود الحقيقي ينبعث منه عطر ذو طبقات متعددة يمتزج فيه الدخان بالحلاوة مع لمسات ترابية، وفقًا لوصف الخبير العطري أحمد القحطاني. عند تسخينه، تتحول الرائحة تدريجيًا دون أن تسبب تهيجًا في الأنف، بينما تظهر العطور المزيفة رائحة كحولية أو عطرية ثابتة تختفي بسرعة. أثبتت تجارب معهد الفنون العطرية في دبي أن الراتنجات الطبيعية تتفاعل مع حرارة الجسم بشكل مختلف. عند وضع قطعة أصلية على راحة اليد لمدة خمس دقائق، تظهر رائحة عطرية دافئة تزداد عمقًا مع الوقت، بينما تفقد المقلدة رائحتها أو تتحول إلى روائح كيميائية لاذعة.

الملمس والكثافة

يتميز العود الأصلي بتناقض غريب في الملمس يجمع بين الصلابة والنعومة. عند الضغط عليه بأظافر الأصابع، لا يترك أثرًا واضحًا لكنه يعطي إحساسًا مرنًا، بينما تنكسر القطع المقلدة بسهولة أو تظهر خدوشًا عميقة. وفقًا لتحاليل مختبرات الجودة في الرياض، تتراوح كثافة العود الأصلي بين 1.1 إلى 1.3 جرام/سم³، مما يجعله يغوص ببطء في الماء المالح بنسبة 10%. تظهر العينات الصناعية غالبًا أسطحًا ملساء بشكل مبالغ فيه أو خشنة بشكل غير طبيعي. في دراسة نشرتها مجلة "كنوز الصحراء"، تم الكشف عن أن 62% من العود المزيف يحتوي على جزيئات بلاستيكية مجهرية تظهر تحت الأشعة فوق البنفسجية، خاصة في مناطق التوصيل بين الخشب والمواد اللاصقة.

تفاعل الحرارة والاحتراق

عند تعريض العود الأصلي للهب خفيف، يظهر تفاعل مميز حيث تذوب الراتنجات بشكل متجانس مع تصاعد دخان أبيض كريمي. يصف الصياغة التقليدية عمر الراشدي أن القطعة الأصلية تستمر في الاحتراق ذاتيًا بعد إبعاد اللهب، بينما تنطفئ المقلدة فورًا. عند الاحتراق الكامل، تتحول إلى رماد ناعم أبيض اللون. الاختبار الحاسم يتمثل في تحليل الرماد الناتج. وفقًا لوكالة المعايير الخليجية، يحتوي رماد العود الحقيقي على بلورات ملحية طبيعية تتشكل من ترسبات المعادن عبر السنين، في حين يظهر الرماد الصناعي حبيبات سوداء أو رمادية خشنة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الطريقة تتطلب خبرة لتجنب التلف غير الضروري للعينات القيمة.