وفرة الإنتاج وتوفر المواد الخام
chenxiang
4
2025-07-15 08:06:03

وفرة الإنتاج وتوفر المواد الخام
تعتبر منطقة دالاغان في إندونيسيا من أكبر مصادر خشب العود الطبيعي في العالم، حيث تتميز بغاباتها الاستوائية المطيرة التي توفر بيئة مثالية لنمو أشجار العود. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الزراعة العالمية (FAO) عام 2022، فإن الإنتاج السنوي من خشب الدالاغان يصل إلى 850 طناً، مما يجعله أحد أكثر الأنواع توفراً في السوق. هذه الوفرة تقلل من تكاليف الاستخراج والنقل، مقارنةً بأنواع العود النادرة التي تنمو في مناطق نائية أو محمية.
بالإضافة إلى ذلك، تعتمد حكومة إندونيسيا سياسات داعمة لتصدير المنتجات الطبيعية، مما يسهل وصول خشب الدالاغان إلى الأسواق العالمية بأسعار تنافسية. تشير دراسة أجرتها جامعة بوجور الزراعية إلى أن تكلفة إنتاج كيلوغرام واحد من خشب الدالاغان لا تتجاوز 150 دولاراً، بينما تصل تكلفة أنواع مثل "الكنام” أو “الفييتنامي” إلى 500 دولار للكيلوغرام الواحد بسبب ندرتها وتعقيدات استخراجها.
اختلاف الجودة مقارنة بالأنواع الفاخرة
على الرغم من مزايا خشب الدالاغان، فإنه يصنف ضمن الفئات المتوسطة من حيث الجودة. يُنتج العود الفاخر من الأشجار المعمرة التي تتراوح أعمارها بين 50-100 عام، بينما تُستخدم أشجار دالاغان الأصغر سناً (20-30 عاماً) وفقاً لخبراء صناعة العود مثل أحمد السيد، رئيس اتحاد مصدري العود الإندونيسي. هذا الاختلاف في العمر يؤثر على تركيز الزيوت العطرية، حيث تحتوي أخشاب دالاغان على 15-20% من الزيوت مقابل 35-45% في الأنواع الفاخرة.
كما أن رائحة خشب الدالاغان توصف بأنها "أخف وضوحاً” مقارنة بروائح العود العميقة والمُعقدة التي يفضلها هواة الجمع. وفقاً لتحليل كيميائي نُشر في مجلة "العطور والكيمياء” عام 2021، فإن مركب "الغوايول” المسؤول عن العمق العطري يوجد بنسبة 8% فقط في دالاغان مقابل 18% في عود كمبوديا. هذه الفروق الكيميائية تفسر سبب تفضيل الأسواق الراقية للأنواع الأعلى تكلفة.
الاعتماد على تقنيات الزراعة الحديثة
أدخلت مزارع دالاغان تقنيات مثل "التطعيم الصناعي” التي تسرع عملية تكوين الراتنج العطري. بينما تحتاج الأشجار البرية إلى 10-15 عاماً لتكوين الراتنج بشكل طبيعي، تختصر التقنيات الحديثة هذه المدة إلى 5-7 سنوات فقط. رغم زيادة الإنتاج، إلا أن الخبراء مثل د. فاضل عبد الله من مركز أبحاث العود في ماليزيا يحذرون من أن "التسريع الصناعي يقلل من تعقيد التركيبة العطرية”.
كما ساهمت الزراعة المكثفة في خفض الأسعار. تشير بيانات وزارة الزراعة الإندونيسية إلى أن مساحة مزارع العود في دالاغان زادت بنسبة 300% منذ 2010، مما خلق فائضاً في المعروض يقدر بـ 40% عن حاجة السوق العالمية وفقاً لتقرير شركة "وود إنترناشيونال” التجارية.