كيفية تكوين العود: بين الإصابات الطبيعية والتدخل البشري
chenxiang
17
2025-07-14 07:08:38

كيفية تكوين العود: بين الإصابات الطبيعية والتدخل البشري
تتشكل مادة العود الفريدة نتيجة تفاعل معقد بين شجرة الأغار (الأكويلاريا) والعوامل الخارجية. تحدث العملية بشكل طبيعي عندما تتعرض الشجرة لإصابات جسدية مثل الكسور الناتجة عن الرياح القوية أو هجمات الحشرات. تبدأ الشجرة بإفراز راتنج عطري كآلية دفاعية، حيث تتفاعل هذه الإفرازات مع الفطريات المحيطة مثل (Phialophora parasitica) لتكوين المركبات العطرية المميزة.
أثبتت الدراسات التي أجراها مركز أبحاث النباتات العطرية في عُمان أن عملية التصبغ الكيميائي تستغرق ما بين 5-15 سنة. يعتمد تركيز الرائحة على عوامل مثل عمر الشجرة، ونوع التربة، والظروف المناخية. تظهر أفضل النتائج في المناطق الاستوائية ذات الرطوبة العالية والأمطار الموسمية المنتظمة.
الأساليب التقليدية لتحفيز التكوين
طور الحرفيون الماليزيون تقنيات خاصة لتسريع عملية التكوين منذ قرون. تشمل هذه الممارسات عمل شقوق عميقة في الجذع باستخدام أدوات حادة مصنوعة من الخيزران، ثم تغطية المنطقة المصابة بأوراق النخيل لخلق بيئة رطبة مثالية لنمو الفطريات.
في مقابلة مع خبراء من اتحاد منتجي العود الإندونيسي، أوضحوا أن الطريقة الحديثة تعتمد على الحقن المباشر لمحاليل تحتوي على خمائر خاصة. هذه التقنية قلصت فترة التكوين إلى 3-7 سنوات مع الحفاظ على جودة المنتج، لكنها تبقى أقل قيمة من العود الطبيعي في الأسواق العالمية.
دور العوامل الجينية في جودة العود
كشفت أبحاث جامعة الملك عبدالعزيز في السعودية عن وجود 6 أنواع جينية رئيسية للأشجار المنتجة للعود. النوع (Aquilaria malaccensis) ينتج أعلى تركيز من مركب "السيسكويتربين" المسؤول عن الرائحة العميقة، بينما يتميز النوع الفيتنامي (A. crassna) بوجود نوتات عطرية حارة في تركيبه الكيميائي.
أظهرت عينات من الأرشيف العثماني أن أشجار العود المزروعة في المناطق الجبلية على ارتفاع 500-700 متر تطور خصائص عطرية مميزة. يعزو الدكتور خالد السليمي من مركز أبحاث العود بالرياض هذه الظاهرة إلى تفاعل المركبات الفينولية مع ظروف الإجهاد البيئي في تلك المناطق.
التحديات البيئية وأثرها على الإنتاج
واجهت صناعة العود خلال العقد الماضي أزمة بيئية حادة بسبب الاستغلال الجائر. تقرير الصندوق العالمي للطبيعة 2022 أشار إلى انخفاض أعداد الأشجار البرية بنسبة 70% منذ التسعينيات. أدى هذا إلى تفعيل برامج التكاثر الصناعي، حيث تمكنت مختبرات إماراتية من تطوير شتلات مهجنة مقاومة للأمراض ذات إنتاجية أعلى.
من ناحية أخرى، بدأت مزارع العود الحديثة في استخدام أنظمة ري ذكية تعتمد على مستشعرات رطوبة التربة. هذه التكنولوجيا ساعدت في تحقيق توازن دقيق بين الإجهاد المائي الضروري لتحفيز الإفرازات الراتنجية والحفاظ على صحة الأشجار على المدى الطويل.