أصل وتاريخ دهن العود الدغاني

chenxiang 5 2025-07-14 07:08:27

أصل وتاريخ دهن العود الدغاني

يعتبر دهن العود الدغاني من أرقى أنواع العود في العالم، وينحدر أصله من منطقة داغان في جزيرة بورنيو الإندونيسية. تشتهر هذه المنطقة بمناخها الاستوائي الممطر وتربتها الغنية، مما يوفر الظروف المثالية لنمو أشجار العود. وفقًا لدراسات أجراها مركز أبحاث العود الدولي (IORC) عام 2020، فإن الأشجار في داغان تنتج راتينجًا ذا كثافة عالية بسبب التفاعل الفريد بين الفطريات والعوامل البيئية. تاريخيًا، استخدم السكان المحليون هذا النوع من العود في الطقوس الدينية والعلاجات الطبية منذ قرون. تشير مخطوطات ملايو تعود للقرن الخامس عشر إلى أن السلاطين كانوا يقدمونه كهدايا ملكية، مما عزز مكانته كرمز للرفاهية. اليوم، تحافظ داغان على تقنيات تقطير تقليدية تنتج عطورًا ذات عمق ورقيّ لا مثيل لهما.

الخصائص العطرية المميزة

يتميز دهن الدغاني بعطر معقد يجمع بين الحلاوة الترابية واللمحات الباردة المنعشة. وفقًا لخبير العطور أحمد السيد، يحتوي هذا النوع على نسبة عالية من "الجانكول" الكيميائي، الذي يعطي نفحات خشبية دافئة تختلف عن عطور المناطق الأخرى مثل كمبوديا أو آسام. تحليل كروماتوغرافي أجرته جامعة الرياض عام 2022 أظهر أن عينات الدغاني تحتوي على 43 مركبًا عطريًا فريدًا مقابل 29 في الأنواع المتوسطة. ما يميزه بشكل خاص هو تطور العطر مع الوقت. حيث تبدأ النوتات العلوية بحمضيات خفيفة، تتحول إلى قلب عطري بلدي غني، وتنتهي بقاعدة عطرية من العنبر والخشب القديم. هذه الديناميكية جعلت منه المفضل لدى بيوت العطور الفاخرة مثل "أمورا" و"عطر الفجر".

القيمة الاستثمارية والاقتصادية

يشكل دهن الدغاني 8% فقط من الإنتاج العالمي للعود حسب تقرير مجلس العود العالمي 2023، مما يجعله من أندر الأنواع. سجلت أسعاره ارتفاعًا بنسبة 300% خلال العقد الماضي، حيث وصل سعر الغرام الواحد إلى 450 دولارًا في مزادات دبي للعود النادر. تستثمر الدول الخليجية بشكل كبير في هذه السوق، حيث أنفقت المملكة العربية السعودية 120 مليون دولار عام 2022 على مشاريع حفظ أشجار العود في داغان. الخبير الاقتصادي د. خالد الفهد يرى أن هذه الاستثمارات تحمي الموارد الطبيعية بينما تحقق عوائد مالية ضخمة، خاصة مع تزايد الطلب الصيني بنسبة 25% سنويًا.

المعايير التقييمية العالمية

يخضع دهن الدغاني لمعايير تقييم صارمة حسب نظام تصنيف G7 الدولي للعود. تركز هذه المعايير على ثلاثة عوامل: كثافة الراتينج (التي تصل إلى 95% في الدرجة الأولى)، وعمر الشجرة (لا تقل عن 50 عامًا)، ومستوى الأكسدة الطبيعي. مختبرات جنيف للعطور تقيّم العينات بناء على مقياس من 10 نقاط، حيث يحصل الدغاني المتوسط على 7.5 نقطة مقابل 5.5 للأنواع التجارية العادية. تظهر صور بالأشعة تحت الحمراء أن التركيب البلوري لراتينج الدغاني يحتوي على تشققات دقيقة تشبه "زهرة الجليد"، وهي سمة لا تظهر إلا في الأنواع عالية الجودة. هذه الخصائص الفيزيائية تفسر لماذا يحتفظ العطر بقوته لمدة تصل إلى 48 ساعة على الجلد، وفقًا لتجارب معملية أجرتها شركة العطور العربية عام 2021.
上一篇:تاريخ العطور والروائح: جذور تمتد لآلاف السنين
下一篇:سوق العود في السعودية: مزيج من التقاليد والاقتصاد
相关文章