أسعار السجائر في السعودية: العوامل المؤثرة والتفاوت بين العلامات التجارية

تختلف أسعار السجائر في المملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ بناءً على عدة عوامل، أهمها نوع العلامة التجارية والضرائب المفروضة. تشير بيانات وزارة المالية لعام 2023 إلى أن أسعار العلبة الواحدة تتراوح بين 15 ريالاً للعلامات المحلية مثل "منسي" و35 ريالاً للعلامات العالمية مثل "مارلبورو". يعود هذا التفاوت إلى تكاليف الاستيراد والضرائب الانتقائية التي تصل إلى 100% على بعض المنتجات، وفقاً لنظام الضريبة الانتقائية المعمول به منذ 2017. تؤثر السياسات الصحية الحكومية بشكل مباشر على التسعير، حيث تهدف المملكة إلى خفض معدلات التدخين من خلال رفع التكاليف. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2022 أظهرت أن زيادة الأسعار بنسبة 25% أدت إلى انخفاض الاستهلاك بنسبة 11% بين الفئات العمرية الأصغر. مع ذلك، يظل سوق السجائر نشطاً بسبب التوزيع الديموغرافي وثقافة الاستهلاك السائدة.

المقارنة الإقليمية وأثر التهريب على الأسعار

تحتل السعودية مرتبة متوسطة في أسعار السجائر مقارنة بدول الخليج، حيث تتفاوت الأسعار بنسبة 30% بينها وبين الإمارات وفقاً لتقرير غرفة التجارة الدولية 2023. يعود هذا الاختلاف إلى سياسات الضرائب المتباينة، إذ تفرض السعودية ضريبة انتقائية أعلى بنسبة 15% مقارنة بجيرانها. تشكل السجائر المهربة تحدياً كبيراً لسياسات التسعير الرسمية، حيث تُباع بعض العلامات التجارية المقلدة بأقل من نصف السعر الرسمي. كشفت إحصاءات الجمارك السعودية عن ضبط 74 مليون عبوة مهربة خلال عام 2022 فقط، ما يعكس حجم الظاهرة. تتنوع مصادر التهريب بين الحدود البرية مع اليمن والشحنات البحرية القادمة من آسيا، مما يخلق سوقاً موازياً يؤثر على الاقتصاد الوطني والصحة العامة.

التوجهات المستقبلية وتأثير الرؤية 2030

تسعى المملكة ضمن رؤية 2030 إلى خفض معدلات التدخين إلى 5% بحلول 2035، وهو ما ينعكس على سياسات التسعير المتغيرة. تشير توقعات خبراء الاقتصاد إلى احتمالية زيادة الضرائب الانتقائية بنسبة إضافية 20% خلال الخمس سنوات القادمة. في المقابل، تعمل الشركات المنتجة على تطوير بدائل إلكترونية بأسعار تنافسية، حيث بلغت مبيعات السجائر الإلكترونية 200 مليون ريال خلال 2023 وفقاً لبيانات هيئة الغذاء والدواء. يشهد السوق تحولاً تدريجياً في أنماط الاستهلاك، خاصة مع تزايد الوعي الصحي بين الشباب. دراسة حديثة نشرتها مجلة "صحتك" أظهرت أن 43% من المدخنين البالغين يفكرون في الإقلاع بسبب التكاليف المرتفعة، بينما يفضل 28% التحول إلى المنتجات البديلة ذات الأسعار المنخفضة نسبياً. هذه المؤشرات تدل على تحول جوهري في سوق التبغ السعودي خلال العقد المقبل.