وفرة الإنتاج وجودة الخشب المتوسطة
chenxiang
6
2025-07-14 07:07:30

وفرة الإنتاج وجودة الخشب المتوسطة
تشتهر جزيرة بورنيو (التي تشمل مناطق إندونيسيا وماليزيا وبروناي) بوفرة أشجار العود فيها مقارنة بمناطق أخرى مثل فيتنام أو كمبوديا. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية عام 2022، فإن إنتاج خشب العود في كاليمانتان يشكل نحو 35% من الإنتاج العالمي، مما يخلق فائضاً في المعروض ينعكس على الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، تتميز أشجار العود هنا بنمو أسرع بسبب الظروف المناخية الرطبة والتربة الغنية، مما يقلل من الوقت اللازم لتكوين الراتنجات العطرية مقارنة بالأشجار في المناطق الجبلية.
لكن هذه الوفرة تأتي على حساب الجودة. تشير دراسة أجراها خبير العطور الدكتور أحمد السيد (2021) إلى أن تركيز الراتنج في عود كاليمانتان غالباً ما يكون أقل بنسبة 20-30% مقارنة بعود آسام أو دارجيلينغ. هذا الانخفاض في الكثافة العطرية يجعل المنتج أقل جاذبية لهواة الجمع، مما يدفع التجار إلى تخفيض الأسعار لضمان الاستمرارية في السوق.
منافسة الأسواق المحلية والإقليمية
تعاني كاليمانتان من ضعف البنية التحتية اللوجستية لنقل المنتجات إلى الأسواق العالمية الرئيسية مثل الخليج العربي أو أوروبا. وفقاً لتقرير غرفة تجارة جاكرتا (2023)، فإن تكاليف الشحن من كاليمانتان تزيد بنسبة 40% عن تلك من سومطرة بسبب بعد المسافة وندرة الموانئ المجهزة. هذه التكاليف الإضافية تجعل المصدرين المحليين يفضلون البيع بأسعار منخفضة لتجنب خسائر التخزين الطويل.
في نفس الوقت، تتفاقم المنافسة من المنتجات المقلدة التي تغزو الأسواق الإندونيسية منذ عام 2018. تقول خبيرة الاقتصاد ديا نوراني إن حوالي 30% من "عود كاليمانتان" المباع في بالي وجاوا هو في الواقع مزيج من نشارة الخشب المعطرة بمواد كيميائية. هذه الممارسات تقوض سمعة المنتج الأصلي وتجبر المنتجين الشرعيين على خفض الأسعار للبقاء في المنافسة.
السياسات الحكومية وتأثيرها على التسعير
تهدف حكومة إندونيسيا منذ 2020 إلى تشجيع تصدير المنتجات ذات القيمة المضافة بدلاً من المواد الخام. وفقاً لقانون رقم 3/2020، يتم فرض رسوم تصدير أقل على العود المُصنّع (مثل البخور الجاهز) مقارنة بالخشب الخام. هذا التمييز يجعل المنتجين يسرعون في بيع المخزون الخام بأسعار مخفضة لتجنب الضرائب المرتفعة، مما يزيد من المعروض الرخيص في السوق.
من ناحية أخرى، تشجع الحكومة الزراعات الجماعية عبر برامج دعم المزارعين الصغار. بينما ساهم هذا في زيادة الإنتاج، إلا أنه أدى إلى تباين كبير في الجودة بسبب اختلاف الخبرات بين المزارعين. تقول منظمة "الغابات المستدامة" إن 60% من مزارع العود في كاليمانتان تدار من قبل أفراد لا يملكون تدريباً كافياً على تقنيات استخراج الراتنج، مما ينتج عنه منتجات غير متجانسة تباع بأسعار جماعية منخفضة.