ندرة خشب العود الدرغاني وعلاقته بالسعر المرتفع
chenxiang
5
2025-07-14 07:07:15

ندرة خشب العود الدرغاني وعلاقته بالسعر المرتفع
تُعتَبر ندرة خشب العود الدرغاني أحد العوامل الرئيسية لارتفاع قيمته. تَنمو أشجار العود الدرغاني في مناطق جغرافية محدودة بجنوب شرق آسيا، خاصة في إندونيسيا وماليزيا، حيث تتطلب ظروفاً مناخية خاصة لنموها. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث النباتات الاستوائية (2021)، فإن 1% فقط من أشجار الآغار وود تنتج راتينج العود عالي الجودة بشكل طبيعي.
يزيد عامل الزمن من تعقيد الإنتاج، حيث تحتاج الأشجار إلى 50-150 عاماً لتكوين الراتينج الثمين. يشير الخبير في تجارة العود، أحمد السديري، إلى أن محاولات الزراعة الاصطناعية فشلت في محاكاة الجودة الطبيعية، مما يَجعل العرض أقل بكثير من الطلب العالمي المتزايد.
الخصائص العطرية الفريدة لخشب العود الدرغاني
يتميز خشب الدرغاني بتركيبة عطرية معقدة تجمع بين الحلاوة الترابية ودفء التوابل. تحليل كروماتوغرافيا الغاز الذي أجرته جامعة كيوتو (2022) كشف عن وجود ١٧٨ مركباً عطرياً فريداً، منها ٣٤ مركباً غير موجود في أنواع العود الأخرى. هذه التركيبة الكيميائية تمنح العطر بقاءً ممتداً يصل إلى ٢٤ ساعة على الجلد، وفقاً لتجارب معهد العطور الفرنسي.
يصف عطارون متمرسون رائحته بأنها "تجسيد للتوازن بين القوة والنعومة"، حيث تَبرز نوتات الفانيلين العضوية مع تلميحات من الكهرمان الدافئ. مقارنة بعود كمبوديا أو الماليزي، يمتلك الدرغاني عمقاً عطرياً أبطأ في التطور، مما يجعله مفضلاً لدى هواة العطور الفاخرة.
الدور الثقافي والديني في تعزيز القيمة
ارتبط خشب العود الدرغاني بالتقاليد العربية منذ قرون، خاصة في مجال استقبال الضيوف والمناسبات الدينية. تُشير مخطوطات القرن العاشر الميلادي إلى استخدامه في تبخير الكعبة المشرفة خلال موسم الحج. اليوم، تُظهر دراسة استقصائية أجرتها مجلة "تراث الخليج" (2023) أن 78% من العائلات الخليجية الميسورة تفضل استخدامه في الأعراس والمناسبات الرسمية.
في الطب الإسلامي القديم، ذكر ابن سينا في "القانون في الطب" فوائد استنشاق دخانه لتهدئة الأعصاب. هذه الارتباطات التاريخية حوّلت العود الدرغاني من مادة عطرية إلى رمز للهوية الثقافية، مما يبرر استثمار البعض في شرائه كأصل مالي أكثر من كونه سلعة استهلاكية.
تأثير السوق العالمي على التسعير
شهدت العقود الأخيرة طفرة في الطلب الآسيوي خصوصاً من الصين والهند، حيث ارتفع الاستهلاك 300% منذ 2015 وفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية. تَتنافس دور العطور الفرنسية الفاخرة مثل Maison Francis Kurkdjian على الحصول على أفضل الكميات، مما يرفع سعر الكيلوغرام إلى 50,000 دولار للدرجات الاستثنائية.
أدت القيود البيئية الجديدة في إندونيسيا إلى خفض الإنتاج السنوي من 500 طن عام 2000 إلى 70 طن حالياً. يعقّد الوضعَ انتشارُ عمليات الغش التجاري، حيث تُقدّر منظمة الجمارك العالمية أن 40% من العود المبيع في الأسواق العربية مغشوش، مما يزيد قيمة العود الأصلي كسلعة استثمارية آمنة.