تقلبات أسعار العود العربي في الأسواق العالمية

شهدت أسواق العود العربي تحولات كبيرة خلال العام الماضي، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 15-20% في بعض المناطق بسبب ندرة المواد الخام عالية الجودة. وفقاً لتقرير صادر عن غرفة تجارة دبي، يعود هذا الارتفاع إلى تقلص الإنتاج في دول مثل اليمن وعُمان، نتيجة التغيرات المناخية وتأخر مواسم الحصاد. كما أشار الخبير الاقتصادي أحمد الزعابي إلى أن زيادة الطلب من الأسواق الصينية والهندية أدت إلى تفاقم الضغوط على المعروض. ومن الجدير بالذكر أن العود العربي يتميز بتركيبة عطرية فريدة تجعله الأكثر طلباً بين أنواع العود الأخرى، مما يجعله عرضة لتقلبات السوق الحادة. تشير بيانات شركة "عطور الشرق" إلى أن 60% من الصادرات السنوية تتجه إلى آسيا، حيث تتنافس الشركات الكبرى على الحصول على أفضل التشكيلات.

تأثير العوامل السياسية على سلاسل التوريد

أدت التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج إلى تعطيل خطوط الشحن الرئيسية، خاصةً تلك المارة عبر مضيق هرمز. وفق دراسة أجرتها جامعة الملك سعود، فإن تكاليف النقل زادت بنسبة 35% مقارنة بعام 2022، مما انعكس مباشرةً على أسعار التجزئة. كما فرضت بعض الدول رسوماً جمركية إضافية على منتجات العود الفاخرة ضمن سياسات حماية الاقتصاد المحلي. ولمواجهة هذه التحديات، بدأت شركات الإنتاج الاعتماد على تقنيات التخزين البارد لحفظ المخزونات لفترات أطول، وفقاً لتوصيات منظمة التجارة العالمية. كما لجأ部分 التجار إلى تنويع مصادر الاستيراد، مثل الحصول على عود أفريقي بمواصفات قريبة من العربي، لكن الخبراء يحذرون من أن هذا قد يؤثر على السمعة التاريخية للعود العربي.

اتجاهات الاستثمار في سوق العود الفاخر

أصبح العود العربي أداة استثمارية لجيل جديد من المستثمرين، حيث تشير بيانات بورصة السلع في البحرين إلى ارتفاع حجم التداولات بنسبة 40% خلال الربع الأول من 2023. يرى محللو "مجموعة العطارة الدولية" أن القيمة الاستثمارية للعود تتجاوز مجرد كونه منتجاً استهلاكياً، خصوصاً مع ظهور منصات تداول إلكترونية متخصصة. غير أن المخاطر لا تزال قائمة، إذ حذر بنك أبوظبي الإسلامي من المضاربات غير المنضبطة التي قد تخلق فقاعات سعرية. من ناحية أخرى، تشجع الحكومات الخليجية إقامة مزادات علنية مرخصة لضبط السوق، كما حدث في مزاد الرياض الدولي للعود الذي حقق مبيعات قياسية بلغت 120 مليون ريال عام 2022.

ابتكارات تكنولوجية في تقييم الجودة

أدخلت المختبرات الحديثة تقنيات كروماتوجرافيا الغاز لتحليل التركيبة الكيميائية للعود بدقة تصل إلى 99.7%، وفقاً لورقة بحثية نشرتها جامعة الإمارات. هذه التقنيات تساعد في كشف الغش التجاري الذي يقدر حجمه بحوالي 20% من السوق، حسب إحصائيات الهيئة العربية للعود. كما طورت شركة ناشئة في قطر نظاماً يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد عمر الشجرة ودرجة تركيز الزيت، مما يقلل الاعتماد على الخبرة البشرية التقليدية. هذه التطورات تساهم في بناء معايير موحدة للجودة، وهو ما طالبت به مؤخراً جمعية تجار العود في مؤتمر دبي الدولي للعطور.