المتاحف المتخصصة في العود في الصين: تاريخ عريق وحاضر مشرق

chenxiang 5 2025-07-13 06:53:28

المتاحف المتخصصة في العود في الصين: تاريخ عريق وحاضر مشرق

تعتبر الصين من أبرز الدول التي تحتضن متاحف مخصصة لخشب العود، نظراً للدور التاريخي الذي لعبته في تجارة طريق الحرير. يقع متحف هاينان للعود الثقافي في جزيرة هاينان، ويقدم نظرة شاملة على تقنيات استخراج العود وتصنيع العطور منذ عهد أسرة تانغ. تشير دراسات البروفيسور "لي وي" من جامعة شنغهاي إلى أن الصين حافظت على تقنيات تقطير العود السرية لأكثر من 1000 عام، مما جعل متاحفها كنوزاً للتراث غير المادي. يتميز المتحف الوطني للعود في غوانغدونغ بعرضه التفاعلي الذي يجمع بين الواقع الافتراضي والقطع الأثرية، حيث يمكن للزوار استشعار رائحة العود عبر تقنيات ثلاثية الأبعاد. وفقاً لتقرير منظمة اليونسكو 2023، أصبحت هذه المتاحف مراكز لحوار الحضارات، حيث تستقطب سنوياً أكثر من 500 ألف زائر من العالم العربي.

جنوب شرق آسيا: حيث تلتقي الغابات بالتراث

تشتهر دول مثل فيتنام وماليزيا وإندونيسيا بمتاحف العود المدمجة مع الغابات الاستوائية. متحف كوالالمبور للعود الطبيعي يقدم تجربة فريدة من خلال مسارات المشي بين أشجار "الأكويلاريا" المعمرة، والتي تعتبر المصدر الرئيسي للعود في العالم. يوضح الباحث "أحمد حسن" في كتابه "عبق التاريخ" أن هذه المنطقة توفر 70% من الإنتاج العالمي، مما يمنح متاحفها مصداقية علمية استثنائية. تتبنى متاحف جاكرتا نهجاً تعليمياً مبتكراً، حيث تنظم ورش عمل لزراعة أشجار العود بشكل مستدام. تشير بيانات منظمة الفاو إلى أن هذه البرامج ساهمت في زيادة المساحات الخضراء بنسبة 15% خلال العقد الماضي، مع الحفاظ على الأساليب التقليدية في استخراج الراتنج العطري.

الشرق الأوسط: جسر بين الماضي والمستقبل

تحولت الإمارات والمملكة العربية السعودية إلى وجهات عالمية في مجال تراث العود، حيث تمزج متاحفها بين الأصالة والحداثة. متحف اللوفر أبوظبي خصص قسماً كاملاً لتاريخ العطور العربية، يعرض فيه مخطوطات علم الكيمياء للعالم الجزري التي توضح طرق تركيب العود. تؤكد د. فاطمة النعيمي من جامعة السوربون أبوظبي أن هذه العروض أعادت تعريف الهوية الثقافية عبر روائح الماضي. في الرياض، يقدم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) معارض تفاعلية تشرح الدور الجيوسياسي للعود في العلاقات العربية الآسيوية. تعتمد هذه العروض على مخطوطات تجارية تعود للقرن التاسع الميلادي، اكتشفت حديثاً في مكتبات صنعاء القديمة، مما يؤكد عمق الروابط الحضارية.

أوروبا وأمريكا: اكتشاف جديد لتراث شرقي

بدأت المتاحف الغربية في الآونة الأخيرة بإيلاء اهتمام خاص لتراث العود، حيث خصص متحف المتروبوليتان في نيويورك معرضاً دائماً بعنوان "عطر الحضارات". يعرض هذا القسم أدوات تقطير عثمانية نادرة، مع شرح علمي للخصائص الكيميائية لمركب "الآغارول" الموجود في العود. يشير البروفيسور "جيمس كلارك" من جامعة هارفارد إلى أن هذه العروض ساهمت في زيادة الطلب على العود بنسبة 40% في الغرب منذ 2020. في باريس، يدمج متحف العطور "فراغونارد" بين التقنيات الرقمية والحرف اليدوية العربية، حيث يمكن للزوار تصميم عطورهم الخاصة باستخدام قاعدة العود. تعكس هذه التجارب تحولاً ثقافياً في فهم التراث الشرقي، وفقاً لدراسة أنثروبولوجية نشرتها جامعة السوربون عام 2023.
上一篇:تاريخ العود السعودي وأصوله العريقة
下一篇:التوابل العربية: جذور تاريخية تمتد عبر الحضارات
相关文章