تقلبات الاقتصاد العالمي وأثرها على سعر الذهب في الدول العربية
chenxiang
4
2025-07-13 06:52:31

تقلبات الاقتصاد العالمي وأثرها على سعر الذهب في الدول العربية
تشهد أسعار الذهب في الدول العربية تقلبات مستمرة مرتبطة بالاقتصاد العالمي. ففي فترات الأزمات المالية أو geopolitical tensions، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، مما يرفع الطلب عليه وبالتالي سعره. وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي 2023، ارتفع سعر الجرام بنسبة 12% خلال أزمة الطاقة الأوروبية بسبب تحوٌّل رؤوس الأموال من الأسهم إلى المعادن الثمينة.
من ناحية أخرى، تؤثر سياسات البنوك المركزية مثل الفيدرالي الأمريكي في تحديد القيمة. فعند رفع أسعار الفائدة، تنخفض جاذبية الذهب كاستثمار لعدم تقديمه عوائد دورية، مما يضغط على الأسعار محليًّا. تشير بيانات البنك المركزي السعودي إلى تراجع طلب الاستثمار على الذهب بنسبة 8% خلال النصف الأول من 2023 نتيجة هذه العوامل.
العوامل الجيوسياسية الإقليمية وتأثيرها المباشر
لا يمكن فصل سعر الذهب العربي عن التوترات الإقليمية التي تشهدها المنطقة. فالصراعات في اليمن أو ليبيا تزيد من شراء الأسر للذهب كوسيلة لحفظ القيمة، خاصة مع تذبذب العملات المحلية. وفق دراسة أجرتها جامعة القاهرة 2022، ارتفع استهلاك الذهب في مصر بنسبة 15% خلال أزمات تعويم الجنيه بسبب هذه الظاهرة.
كما تلعب العلاقات التجارية بين الدول العربية دورًا في التسعير. فالدول المُصدِّرة للنفط مثل الإمارات تستخدم عائدات النفط في دعم احتياطيات الذهب، مما يعزز استقرار الأسعار. بينما تعاني دول مثل لبنان من ارتفاع حاد في الأسعار بسبب أزمات العملة وندرة المعروض، حيث وصل سعر الجرام إلى 120 دولارًا في 2023 وفقًا لبيانات اتحاد الصاغة اللبناني.
تأثير سعر الدولار على تسعير الذهب بالعملات المحلية
يرتبط سعر الذهب عالميًّا بالدولار الأمريكي بشكل عكسي، وهذا ينطبق على الأسواق العربية. فانخفاض قيمة الدولار يجعل الذهب أرخص للمشترين بالعملات الأخرى، مما يزيد الطلب ويرفع الأسعار محليًّا. على سبيل المثال، سجل الذهب في قطر انخفاضًا مؤقتًا بنسبة 3% خلال صعود الريال مقابل الدولار في الربع الثالث 2022.
لكن التعقيد يظهر عند وجود عملات محلية غير مرتبطة بالدولار. ففي السودان، حيث يعاني الجنيه من تدهور حاد، وصل سعر الجرام إلى ما يعادل 200 دولار في السوق الموازي بسبب فقدان الثقة في النظام المصرفي. هذه الحالات تظهر كيف يمكن أن تتفاوت الأسعار بشكل جذري حتى داخل المنطقة العربية الواحدة.
دور الثقافة الاستهلاكية في الطلب على الذهب
تحتفظ المجتمعات العربية بتقاليد قوية في شراء الذهب للزواج والمناسبات، مما يخلق طلبًا strukturaliًا مستمرًّا. في السعودية، يشكل شراء الذهب للاستخدام الشخصي 70% من إجمالي الطلب وفقًا لهيئة المساحة الجيولوجية، مما يساهم في استقرار نسبي للأسعار مقارنة بمناطق أخرى.
مع ذلك، تبرز اختلافات بين الأجيال. فالشباب يفضلون الاستثمار في الذهب الرقمي أو السبائك، بينما تظل القطع التقليدية مفضلة لدى الأجيال الأكبر. هذا التباين يدفع الشركات مثل "مجوهرات الراية" في الكويت إلى تقديم منتجات هجينة تجمع بين التصميم الكلاسيكي وخصائص الاستثمار الحديثة، مما يؤثر على تسعير الجرام وفقًا لنوعية المنتج.