الخصائص العطرية: المفتاح الأول للتمييز بين الزيوت الطبيعية والمغشوشة

تعتبر الرائحة من أهم العوامل في تحديد جودة زيت العود. يتميز الزيت الأصلي بتعقيد عطري فريد، حيث تتداخل نوتات ترابية خشبية مع لمحات عسلية خفية. وفقاً لدراسات مختبرات العطور بجامعة الإمارات (2022)، يحتاج الزيت الحقيقي إلى 30-60 دقيقة للكشف عن كامل طبقاته العطرية، بينما تظهر الزيوت الاصطناعية رائحة مسطحة تتبدد بسرعة. من التجارب العملية المثيرة للاهتمام: عند وضع قطرة من الزيت الأصلي على الورق، تترك بقعة شبه دائمة تتحول ألوانها مع الوقت، بينما تتبخر الزيوت المغشوشة دون أثر. ينصح الخبير العطاري أحمد الفارسي باختبار الرائحة في أوقات مختلفة من اليوم، حيث تتفاعل العطور الأصلية مع حرارة الجسم بشكل ديناميكي.

التحليل البصري: قراءة لغة اللون واللزوجة

يمتلك زيت العود الأصلي لوناً كهرمانياً غنياً يميل إلى البني الداكن عند التعرض للضوء. أظهرت تجارب معهد التقييس الخليجي أن الزيوت المغشوشة غالباً ما تحتوي على صبغات صناعية تظهر تبايناً لونياً غير طبيعي تحت الأشعة فوق البنفسجية. من حيث القوام، يتميز الزيت الطبيعي بلزوجة عالية تظهر عند إمالة الزجاجة، حيث يتحرك السائل ببطء يشبه حركة العسل. في المقابل، تتدفق الزيوت المقلدة بسرعة بسبب خلطها بمواد حاملة رخيصة مثل زيت الجلسرين الصناعي. تنصح الدكتورة ليلى القاسمي من مركز أبحاث المواد العطرية بفحص الزيت في درجة حرارة الغرفة، حيث تحافظ المنتجات الأصلية على تماسكها الحراري بشكل ملحوظ.

التفاعل الكيميائي: اختبارات بسيطة لاكتشاف الغش

يكشف اختبار التبخر عن حقائق مذهلة: عند وضع قطرة زيت على سطح زجاجي، يتبخر الأصل منها بنسبة 80% خلال 24 ساعة تاركاً رواسب صمغية طبيعية، بينما تختفي الزيوت المغشوشة تماماً. وفقاً لتقرير منظمة العطور العربية (2023)، تتفاعل المواد الأصلية مع الكحول الإيثيلي بنسب محددة، حيث تذوب بنسبة 70% مقابل 30% ترسبات طبيعية. يمكن استخدام اختبار التجميد البسيط: عند وضع الزيت في الفريزر لمدة ساعتين، يحافظ الأصل على سيولته بينما يتصلب المزيف بسبب احتوائه على شموع صناعية. يذكر الدكتور عمر الزهراني في كتابه "أسرار العود" أن الزيوت الأصلية تظهر تأثيراً قزحي الألوان عند تعرضها لأشعة الشمس بزاوية 45 درجة، بسبب التركيب الجزيئي المعقد للراتنجات الطبيعية.