الرائحة: العامل الأساسي في تمييز العود الأصلي

chenxiang 5 2025-07-12 06:25:13

الرائحة: العامل الأساسي في تمييز العود الأصلي

رائحة العود الأصلي تتميز بتعقيدها وعمقها الفريد، حيث تندمج فيها روائح خشبية دافئة مع لمسات عطرية حلوة وترابية. وفقاً لدراسات أجراها خبراء العطور في الشرق الأوسط، تحتوي قطع العود عالية الجودة على أكثر من 150 مركباً عطرياً طبيعياً، مما يخلق تجربة شمّية متعددة الطبقات. على النقيض، غالباً ما تعتمد المنتجات المزيفة على مواد كيميائية صناعية تُنتج رائحة مسطحة وحادة تفتقر إلى التناغم الطبيعي. أحد الاختبارات الشائعة هو وضع قطعة صغيرة من العود في كوب زجاجي مغلق لمدة 10 دقائق. العود الأصلي سيُطلق رائحة متدرجة تتنوع بين الحلو والمرّ مع إحساس دافئ، بينما تتبخر الروائح الصناعية بسرعة وتترك أثراً كحولياً. يؤكد الدكتور خالد الحمادي، أستاذ علم النباتات العطرية بجامعة القاهرة، أن "القدرة على التمييز بين الطبقات العطرية الدقيقة هي مهارة تتطلب تدريباً طويلاً، لكنها حجر الزاوية في تحديد الأصالة".

الملمس والكثافة: أدلة مادية لا تُغفل

يتميز خشب العود الأصلي بكثافة عالية نسبياً بسبب تراكم الراتنجات العطرية على مدار سنوات التكوين. عند حمل قطعة عود طبيعية، يشعر الخبير بثقل غير متناسب مع حجمها، حيث تتراوح كثافتها بين 0.8 إلى 1.2 جم/سم³ وفقاً لتحاليل معهد الفنون الحرفية بدبي. في المقابل، تُظهر العينات المقلدة كثافة أقل، مع سطح أملس بشكل مفرط بسبب المعالجة بالشمع أو الزيوت الصناعية. من المهم فحص الخطوط الداخلية للقطعة باستخدام عدسة مكبرة. العود الحقيقي يظهر تشكيلات عضوية للراتنج تشبه الأوردة الدموية، مع تدرجات لونية طبيعية من البني الذهبي إلى الأسود المخملي. بينما تُكشف المنتجات المزيفة عن أنماط خطية منتظمة تشير إلى حقن صبغات أو مواد لاصقة. تنصح خبيرة الترميم ليلى المنصوري ب"اختبار الخدش البسيط: العود الأصلي يترك مسحوقاً ناعماً ذا رائحة قوية، بينما ينفصل سطح المزيف على شكل قشور".

تفاعل الحرارة: اختبار التغيرات الجوهرية

عند تعريض العود لدرجة حرارة منخفضة (مثل تقريبه من مصدر حرارة غير مباشر)، يبدأ الراتنج الطبيعي في إطلاق زيوت عطرية بشكل تدريجي، مكوناً طبقة لامعة لكن غير لزجة. وفقاً لتجارب أجراها صانعو المباخر التقليديون في عُمان، تحتفظ القطع الأصيلة برائحتها لأكثر من 24 ساعة بعد هذا الاختبار، بينما تفقد المزيفة 80% من عطرها خلال ساعتين. في حالة استخدام طريقة الحرق المباشر (التي ينصح بها للخبراء فقط)، يُنتج العود الأصلي دخاناً أبيض كثيفاً يتصاعد بشكل حلزوني، مع بقايا رماد ناعم ذي لون فضي. أما المادة الصناعية فتحترق بسرعة مع دخان أسود ورائحة كريهة، تاركةً كتلاً صلبة في الرماد. يوضح البروفيسور ناصر السعدي من جامعة الملك سعود أن "تفاعلات الاحتراق تكشف التركيب الكيميائي الحقيقي، حيث تتحلل الراتنجات الطبيعية ببطء مقارنة بالبوليمرات الصناعية".

الرنين الصوتي: خاصية فيزيائية فريدة

عند طرق قطعتي عود ضد بعضهما بلطف، يُصدر العود الأصلي صوتاً رناناً عميقاً يشبه الجرس الخافت، نتيجة التركيب الداخلي المتجانس. أظهرت تحليلات صوتية أجرتها جامعة الإمارات أن الترددات الصوتية للعود الأصلي تتراوح بين 2000-5000 هرتز، بينما تُنتج المزيفة نغمة أعلى وأقل استقراراً. هذه الخاصية مرتبطة بشكل وثيق بدرجة تجانس الراتنج داخل الألياف الخشبية. يشرح الحرفي اليمني القدير أحمد الزبيري: "الأصلي يعزف سيمفونية الطبيعة، كل نقرَة تكشف عن عمر الشجرة وتاريخها". يمكن استخدام هذا الاختبار مع عينات صغيرة، حيث تحتفظ القطع الأصلية بخصائصها الصوتية حتى عند تقطيعها، على عكس المقلدة التي تفقد الرنين عند التقسيم.
上一篇:فوائد زيت ليدوم في تخفيف الالتهابات ومكافحة البكتيريا
下一篇:أصل خشب العود وجودته: العوامل الرئيسية لتمييز أفضل السلاسل
相关文章