أصل الشجرة وجودة العود
chenxiang
4
2025-07-12 06:25:02

تختلف أسعار العود بشكل كبير بناءً على مصدره الجغرافي ونوع الشجرة. تعتبر أشجار "آكويلاريا" في جنوب شرق آسيا الأكثر قيمةً، خاصةً من إندونيسيا وماليزيا، حيث تنتج راتينجًا عطريًا كثيفًا بعد إصابتها بالفطريات. تشير دراسات جامعة بوغور الزراعية إلى أن الأشجار التي تنمو في المناطق الجبلية تنتج عودًا بجودة أعلى بنسبة 40% مقارنة بالمناطق الساحلية.
تؤثر عوامل مثل عمر الشجرة (التي تتراوح بين 50-150 سنة) وطريقة الاستخراج التقليدية على القيمة النهائية. تظهر بيانات من سوق دبي للعطور أن العود المستخرج يدويًا من أشجار معمرة يسعره ضعف نظيره المستخرج بالآلات الحديثة.
تركيز الراتينج العطري
يُقاس جودة العود بتركيز "الراتينج الأسود" داخل الخشب، حيث تشكل النسبة من 15% إلى 35% القيمة الأساسية. وفقًا لخبراء من دار "عطور الشرق"، فإن كل زيادة 5% في تركيز الراتينج ترفع السعر بنحو 30%. تُستخدم أجهزة الأشعة تحت الحمراء في مختبرات سنغافورة لتحليل العينات بدقة تصل إلى 0.01%.
تختلف طرق التقييم بين المناطق: يعتمد التجار العرب على الخبرة الحسية (اللون، الملمس، الرائحة)، بينما يفضل المشترون الآسيويون الشهادات المخبرية. أظهرت دراسة لمجلة "العطور العالمية" أن 68% من العود المصدّر إلى الخليج يحمل نسبة راتينج تزيد عن 25%.
السياق الثقافي والطلب السوقي
تلعب التقاليد الاجتماعية دورًا محوريًا في تسعير العود. تشهد الأسعار ارتفاعًا بنسبة 50% خلال شهر رمضان ومناسبات الزواج في الخليج. وفقًا لتقرير اتحاد تجار العطور بالقاهرة، فإن 40% من مبيعات العود السنوية تتم خلال الربع الأخير من السنة الهجرية.
تؤثر الموضة العالمية أيضًا على الأسعار، حيث سجلت بيانات من معهد باريس للعطور ارتفاعًا بنسبة 22% في طلب المصممين الأوروبيين على العود الخام منذ 2020. تتنافس دور الأزياء الراقية مثل "ديور" و"شانيل" على الحصول على عينات نادرة لخلطات عطرية حصرية.
عوامل التقلبات الاقتصادية
يتأثر سعر الغرام الواحد بتذبذب العملات وأسعار النفط. أظهر تحليل لبنك دبي الإسلامي أن كل ارتفاع 10 دولارات في سعر البرميل يؤدي إلى زيادة 7% في أسعار العود خلال 3 أشهر. تعمل الدول المنتجة مثل فيتنام على ربط أسعار العود بالذهب كتحوط ضد التضخم.
تفرض القيود البيئية الجديدة ضغوطًا على العرض العالمي. تشير منظمة التجارة العالمية إلى انخفاض صادرات العود بنسبة 18% منذ تطبيق اتفاقية سايتس 2022 التي تقيد قطع الأشجار المعمرة. أدى هذا النقص إلى ارتفاع الأسعار التاريخي في السوق السوداء، حيث وصل سعر الغرام من النوعية الفاخرة إلى 3 أضعاف السعر الرسمي في بعض الأسواق الآسيوية.