التمييز بين العود الأصلي والمزيف من خلال الرائحة

تعتبر الرائحة العامل الأكثر حسماً في تحديد جودة العود. يتميز العود الأصلي برائحة عميقة ومعقدة تتراوح بين الحلو والمر مع تلميحات خشبية وترابية. وفقاً لدراسات أجراها خبراء العطور في جامعة الإمارات العربية المتحدة (2021)، تحتوي رائحة العود الحقيقي على أكثر من 150 مركباً عطرياً تتفاعل مع الحرارة بشكل تدريجي. أما العود المزيف فيُستخدم فيه عادةً زيوت صناعية أو خلطات كيميائية تُنتج رائحة حادة تختفي بسرعة أو تترك إحساساً بالاختناق. لاختبار الرائحة بشكل عملي، يُنصح بفرك قطعة صغيرة من العود بين الأصابع لتحرير الحرارة، ثم استنشاقها بعمق. العود الأصلي سيُطلق رائحة متطورة تتغير مع الوقت، بينما تبقى رائحة المزيف ثابتة أو تتحول إلى رائحة كريهة بعد دقائق. تشير جمعية الصيادلة العرب إلى أن بعض المواد الكيميائية المستخدمة في التزييف مثل "ثنائي إيثيل فثاليت" قد تسبب صداعاً أو دوخة عند الاستنشاق المطول.

التحليل البصري لنسيج الخشب وتركيبه

يُظهر العود الأصلي أنماطاً خشبية طبيعية مع خطوط متعرجة وغير منتظمة تُعرف باسم "العروق". وفقاً لكتاب "أسرار العود" للخبير يوسف القاسمي (2018)، تتشكل هذه العروق نتيجة تفاعل الشجرة مع الإصابات الطبيعية على مدى عقود. في المقابل، تُظهر الأخشاب المزيفة خطوطاً مستقيمة أو أنماطاً مكررة صناعياً باستخدام الليزر أو الأحماض. عند الفحص بالمكبر (10x)، يظهر العود الحقيقي مساماً غير منتظمة الحجم مع توزيع عشوائي للراتنجات. أما العود المزيف فغالباً ما تظهر مسامه منتظمة الشكل مع وجود فقاعات هواء صغيرة تشير إلى استخدام مواد بلاستيكية. تُظهر صور مجهرية من مختبر دبي للمعادن (2020) أن العود الأصلي يحتوي على بلورات راتنجية طبيعية تلمع تحت الضوء، بينما تظهر المواد المقلدة سطحاً أملس بدون تفاصيل مجهرية عميقة.

اختبار الكثافة والتفاعل مع الماء

يتميز العود عالي الجودة بكثافة عالية تجعله يغوص ببطء في الماء. وفقاً لمعايير منظمة التجارة العالمية للعود (2022)، يجب أن تتراوح كثافة العود الأصلي بين 1.15–1.33 جم/سم³. عند وضع قطعة صغيرة في كوب ماء، يغوص الأصل منها تدريجياً بينما يطفو المزيف أو يغوص فوراً بسبب الحقن بالراتنجات الصناعية الثقيلة. من المهم ملاحظة أن بعض الأنواع النادرة من العود قد تطفو بسبب تكوينات الراتنج الداخلية الفريدة. لذلك يُنصح بالجمع بين هذا الاختبار وطرق التحقق الأخرى. تشير تجارب معهد الفنون التقليدية في مسقط إلى أن العود المغمور في كحول إيثيلي 70% يُطلق لوناً ذهبياً طبيعياً، بينما تنتج المواد المقلدة ألواناً صناعية تتحول إلى اللون البني الداكن.