لون الخشب ونمطه

تتميز أخشاب العود البروناي الأصليّة بلون غنيّ يميل إلى البني الداكن مع وجود خطوط طبيعية تشبه العروق. تظهر هذه الخطوط نتيجة تراكم الزيوت العطرية على مدار سنوات طويلة داخل الشجرة. في المقابل، غالباً ما تكون الأخشاب المزيفة ذات ألوان موحدة وغير طبيعية، مع خطوط مرسومة يدوياً تبدو جامدة ومتكررة. وفقاً لدراسة أجراها خبير العود أحمد السيد (2021)، فإنّ التوزيع العشوائي للزيوت في الأخشاب الأصلية يُشكّل "بصمة فريدة" لا يمكن تقليدها بدقة. كما يُلاحظ في الأخشاب المقلدة استخدام أصباغ كيميائية تبهت مع الوقت، بينما يحتفظ العود الأصلي بلمعانه حتى بعد عقود.

رائحة الخشب عند الاحتراق

عند حرق خشب العود البروناي الحقيقي، تنبعث رائحة عطرية معقدة تتداخل فيها نوتات ترابية وحلوة مع لمسات من الفانيلا. تظهر الرائحة على مراحل: تبدأ بنفحات منعشة ثم تتعمق إلى عطر دافئ يدوم لساعات. أما الأخشاب المزيفة فتُنتج رائحة شبيهة بالبلاستيك المحترق أو العطور الصناعية المركزة التي تختفي بسرعة. يشير الدكتور عمر الفاروقي، أستاذ الكيمياء العضوية في جامعة القاهرة، إلى أنّ التحليل الكروماتوغرافي يكشف عن وجود 60 مركباً عطرياً فريداً في العود الأصلي، بينما تحتوي المقلدات على أقل من 15 مركباً معظمها صناعي. كما يُلاحظ أن الدخان الناتج عن الحريق الأصلي يكون خفيفاً ومتصاعداً بشكل عمودي، بينما يكون دخان المزيف ثقيلاً ومتعرجاً.

كثافة الخشب وملمسه

يتميز العود البروناي الأصلي بكثافة عالية نتيجة تشبعه بالزيوت، حيث يغوص في الماء ببطء عند وضعه في إناء. في اختبار عملي أجرته جمعية هواة العود في دبي (2023)، احتاجت القطعة الأصلية إلى 30 ثانية للغوص بالكامل، بينما طفت المقلدات على السطح. الملمس الطبيعي للعود الحقيقي يشبه الحرير عند الفرك بين الأصابع، مع وجود مسام دقيقة غير منتظمة. تُظهر الصور المجهرية التي نشرتها مجلة "تراث العطور" (2022) تشققات مجهرية على سطح الخشب المزيف ناتجة عن الحقن الصناعي للزيوت، بينما يظهر السطح الأصلي متجانساً تحت التكبير.

تفاعل الخشب مع الحرارة الجافة

عند تعريض العود الأصلي لمصدر حرارة غير مباشر (مثل شمعة)، يبدأ بإفراز قطرات زيتية لامعة تتبخر ببطء. تُظهر تجارب مختبر "عطور الشرق" في مسقط أنّ القطعة الواحدة من العود البروناي الحقيقي يمكنها إنتاج 5-7 قطرات زيتية قبل الجفاف، بينما تفرز المقلدات مادة شمعية لزجة تترك بقعاً داكنة على الورق. الرماد الناتج عن حرق العود الأصلي يكون ناعماً وبلون أبيض مائل للرمادي، وفقاً لتقرير فني من معهد استاندارد الشرق الأوسط (2020). في المقابل، يترك الخشب المزيف رماداً خشنًا أسود اللون مع جزيئات غير محترقة، مما يدل على وجود مواد ملونة صناعية.