المعرض السعودي للهدايا والعطور: جسر بين التراث والحداثة
chenxiang
4
2025-07-12 06:23:10

المعرض السعودي للهدايا والعطور: جسر بين التراث والحداثة
تشكل المعارض المتخصصة في المملكة العربية السعودية منصةً حيويةً لتعزيز الهوية الثقافية، ويأتي معرض الهدايا والعطور كواحد من أبرز الفعاليات التي تجسد هذا التوجه. يركز المعرض على تقديم منتجات العود الفاخرة المصنعة بدقة عالية، مع إبراز القيمة الرمزية للعود في الثقافة العربية. تشير دراسات من مركز التراث الخليجي (2023) إلى أن 78% من الزوار يربطون رائحة العود بالكرم وحفاوة الاستقبال، مما يجعله عنصراً أساسياً في المناسبات الرسمية والشخصية.
كما يدمج المعرض تقنيات حديثة في عرض المنتجات، مثل الواقع الافتراضي الذي يُمكن الزائر من تجربة عملية استخراج العود من أشجار "الآغار" في المناطق الاستوائية. هذا الجمع بين الأصالة والابتكار يسهم في جذب شريحة واسعة من الجمهور، خاصةً من جيل الشباب المهتم بالجوانب التفاعلية.
الدور الاقتصادي لصناعة العود في رؤية 2030
تحتل صناعة العود مكانةً متنامية في التنويع الاقتصادي السعودي، حيث تساهم بنحو 4.2 مليار ريال سنوياً وفقاً لتقرير الهيئة العامة للاستثمار (2024). يعمل المعرض كحلقة وصل بين المنتجين المحليين والعالميين، مع توفير فرص استثمارية لتصدير العود المُصنع بتقنيات متطورة. تشهد ورش العمل المصاحبة للمعرض إقبالاً كبيراً على تعلم فنون خلط العطور، مما يعزز ريادة المملكة في سوق العطور الفاخرة عالمياً.
وتعكس مشاركة أكثر من 200 علامة تجارية دولية في المعرض الثقة المتزايدة في الجودة السعودية. يُذكر أن شركات مثل "عطور القصر" و"ندى الشرق" حققت نمواً بنسبة 40% في المبيعات بعد مشاركتها في الدورات السابقة، وفقاً لبيانات غرفة التجارة بالرياض.
العود كرمز للهوية في الفنون السعودية
لا يقتصر دور المعرض على الجوانب التجارية، بل يمتد ليكون إطاراً إبداعياً يُحيي العلاقة بين العود والفنون المحلية. تُقدم عروض حية لفناني الخط العربي الذين يصممون لوحاتٍ باستخدام عبوات العطور كأدوات كتابة، مما يحول الرائحة إلى تجربة بصرية. كما تُنظم مسابقات لأفضل تصميم لزجاجات العود، تشجع على دمج العناصر الهندسية الإسلامية مع المفاهيم المعاصرة.
ويشير الفنان أحمد آل ماجد في حديثه لـ"مجلة الثقافة السعودية" إلى أن "العود ليس مجرد عطرٍ، بل لغةٌ تشكيلية تعبر عن عمق التواصل الإنساني". هذا التفاعل بين الحواس المختلفة يخلق ذاكرةً عاطفيةً لدى المتلقي، تعزز مكانة العود كجزءٍ لا يتجزأ من السرد الثقافي السعودي.
الاستدامة في إنتاج العود: توجهات مستقبلية
يواجه المعرض هذا العام تحديات بيئية عبر تبني معايير الاستدامة، حيث تفرض اللجنة المنظمة شهادات ضمان مصادر الأخشاب من غابات مُدارة بشكل مسؤول. تُظهر بيانات منظمة "إيكو عربية" أن 65% من الشركات المشاركة استبدلت المواد البلاستيكية في التغليف بمواد قابلة للتحلل. كما تُقدم ندوات توعوية حول تقنيات التقطير بالطاقة الشمسية التي تقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة 30%.
هذه المبادرات تنسجم مع التوجه العالمي نحو الرفاهية الواعية، حيث يؤكد الخبير الاقتصادي د. خالد السبيعي أن "الجمع بين الفخامة والمسؤولية البيئية سيحدد مستقبل صناعة العطور في العقد القادم". يُشكل المعرض بذلك نموذجاً لتوازنٍ دقيق بين الحفاظ على التراث ومواكبة متطلبات العصر.