مصدر الزيت وضمانات المنشأ

تعتبر منطقة الخليج العربي وجنوب شبه الجزيرة العربية المصدر الرئيسي لزيت العود الفاخر، خاصة في سلطنة عُمان واليمن. تشير الدراسات التاريخية إلى أن أشجار العود تُزرع في هذه المناطق منذ قرون، بسبب الظروف المناخية المثالية. وفقًا لتقرير صادر عن "مركز التراث العماني" (2022)، فإن الزيت الأصلي يجب أن يحتوي على شهادة منشأ مُصدَّقة تُحدد المنطقة الجغرافية الدقيقة لاستخراجه. مع ذلك، انتشرت في الأسواق مؤخرًا منتجات مُقلَّدة تُعلن عن نفسها كزيت عود "خليجي" دون أي وثائق داعمة. تقول خبيرة العطور د. فاطمة السليمي: "بعض الموردين يخلطون الزيت الأساسي بمواد كيميائية رخيصة مثل الداي إيثيل فثاليت لتكبير حجم المنتج، مما يقلل من نقاوته". لذلك، يوصى بشراء الزيت من متاجر ذات سمعة طويلة تُقدم تقارير تحليل مختبرية مفصلة.

الخصائص الفيزيائية والكيميائية

يتميز زيت العود الأصلي بلزوجة عالية ولون كهرماني غامق، بينما تكون المنتجات المزيفة أقل كثافة وتميل إلى الأصفر الفاتح. وفقًا لتحليل كروماتوجرافي أجرته جامعة الملك سعود (2023)، يحتوي الزيت الحقيقي على نسبة لا تقل عن 15% من مركب "أغروسيل" الفريد، الذي يُساهم في رائحته العميقة المميزة. أما الزيوت المغشوشة فغالبًا ما تُظهر تركيزات مرتفعة من المواد المذيبة مثل الهكسان، والتي تُضعف فعالية الزيت العطري. تجربة بسيطة يمكن إجراؤها في المنزل: وضع قطرة من الزيت على ورقة بيضاء. إذا تبخرت بسرعة تاركة أثرًا دهنيًا، فغالبًا يكون الزيت غير نقي. تؤكد هذه الطريقة ما ذكره الباحث الياباني تاكيشي موريتا في كتابه "أسرار العطور الشرقية" (2021).

التكلفة وديناميكيات السوق

يتراوح سعر الزيت الأصلي بين 500 إلى 2000 دولار للأونصة الواحدة، وفقًا لجودة الشجرة وعمرها. هذا السعر المرتفع يعكس ندرة أشجار العود البالغة التي تحتاج إلى 30 عامًا على الأقل لتنتج الزيت. في المقابل، تبيع بعض المواقع الإلكترونية "زيت عود خليجي" بأقل من 100 دولار، مما يشير إلى غش محتمل. حذرت "جمعية حماية المستهلك الخليجية" من عمليات نصب متكررة حيث يتم تسويق زيوت صناعية هندية على أنها منتجات عربية. يُنصح بالتحقق من شهادات "الاتحاد الدولي للزيوت العطرية" (IFRA) التي تُثبت مطابقة المنتج للمواصفات العالمية. كما أن وجود ختم "نقي بنسبة 100%" دون دعم مختبري يُعتبر إشارة خطر رئيسية وفقًا لخبراء الصناعة.