أنواع خشب العود حسب المنشأ الجغرافي
chenxiang
5
2025-07-11 06:38:45

أنواع خشب العود حسب المنشأ الجغرافي
تختلف أنواع خشب العود بشكل كبير اعتمادًا على المنطقة الجغرافية التي يُستخرج منها. أشهر المناطق تشمل جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط والهند. في فيتنام ولاوس، يُعتبر خشب العود الفيتنامي (كيارا) من أندر الأنواع بسبب رائحته العطرية القوية والمميزة، والتي تحتوي على مزيج من الحلاوة والعمق. أما في إندونيسيا وماليزيا، فيُنتج خشب العود ذو رائحة ترابية مع لمسات من الفواكه، مما يجعله مناسبًا لصناعة البخور. في منطقة الخليج العربي، يُفضل العود الهندي (أجاروود) لاستخدامه في العطور التقليدية بسبب قوة انتشار رائحته. تشير الدراسات الحديثة مثل بحث ألحديدي (2018) إلى أن الاختلافات المناخية والتربة تلعب دورًا حاسمًا في تنوع المركبات العطرية.
التصنيف بناءً على طريقة التكوين
ينقسم خشب العود إلى نوعين رئيسيين حسب طريقة تكوينه: الطبيعي والاصطناعي. النوع الطبيعي يتشكل عندما تصاب أشجار العود بفطريات معينة، مما يحفز إفراز الراتنج العطري ببطء على مدى عقود. هذا النوع يُعتبر الأغلى ثمناً بسبب ندرته وجودته العالية. أما النوع الاصطناعي، فيتم إنتاجه عن طريق حقن الأشجار بمواد كيميائية لتسريع عملية إفراز الراتنج، وهو أقل تكلفة لكنه يفقد تعقيد الرائحة الموجودة في الأنواع الطبيعية. يؤكد الخبير العطري د. خالد السعدي (2020) أن الفرق بين النوعين يكمن في عمق الطبقات العطرية، حيث تحتفظ الأنواع الطبيعية بتركيبة كيميائية أكثر تنوعًا.
التمييز حسب اللون والكثافة
يلعب لون خشب العود وكثافته دورًا أساسيًا في تحديد قيمته التجارية. العود الأسود (العود القلوي) يُعتبر الأكثر كثافة بسبب ارتفاع نسبة الراتنج، مما يمنحه قدرة عالية على الاحتراق البطيء وإطلاق رائحة غنية. في المقابل، يتميز العود البني الفاتح (العود السليم) بنعومة ملمسه ورائحة أخف تُستخدم في صناعة ماء العود. تشير النصوص التاريخية مثل كتاب "العمدة" للمؤلف المسعودي إلى أن العرب قديمًا فضلوا العود الأسود للاستخدامات الدينية والاحتفالية. أما العود الأحمر، فيوجد غالبًا في المناطق الاستوائية ويجمع بين خصائص النوعين السابقين.
الاستخدامات الدينية والثقافية
ارتبط خشب العود بثقافات الشعوب العربية والإسلامية لقرون، حيث يُستخدم في الطقوس الدينية والمناسبات الاجتماعية. في الإسلام، يُعتبر تبخير المساجد بالعود من السنن النبوية، مما يرفع قيمته الروحية. في الثقافة الخليجية، يُعد تقديم العود كهدية رمزًا للكرم والنبل، خاصةً في المناسبات كالأعراس. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة القاهرة (2021)، فإن 78% من المشاركين في دول مجلس التعاون يرون أن العود عنصر أساسي في تراثهم. كما ذكر ابن سينا في كتاب "القانون" فوائده الطبية في علاج أمراض الصدر، مما وسع استخداماته beyond المجال العطري.