المناخ والبيئة: العوامل المؤثرة في جودة العود
chenxiang
16
2025-09-23 07:00:23

المناخ والبيئة: العوامل المؤثرة في جودة العود
تعتبر الظروف المناخية والجغرافية من أبرز العوامل التي تحدد جودة خشب العود في فيتنام وجزيرة هاينان الصينية. تتمتع فيتنام بمناخ استوائي رطب مع هطول أمطار غزيرة على مدار العام، مما يوفر بيئة مثالية لأشجار العود (الأكويلاريا) للنمو ببطء على مدى عقود. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث الغابات الاستوائية في هانوي عام 2020، فإن الرطوبة العالية تساعد الأشجار على إنتاج راتنج أكثر كثافة عند تعرضها للإجهاد البيولوجي.
من ناحية أخرى، تشتهر هاينان بمناخ شبه استوائي مع تباين موسمي أكبر. يرى خبراء مثل البروفيسور ليانغ تشاو من جامعة هاينان أن التقلبات المناخية المعتدلة في الجزيرة تساعد في تكوين روائح أكثر تعقيداً. ومع ذلك، تشير بيانات منظمة الفاو إلى أن معدل النمو البطيء لأشجار هاينان (30-50 سنة مقابل 20-40 سنة في فيتنام) يجعل إنتاجها أقل مرونة في مواجهة الطلب العالمي المتزايد.
الخصائص العطرية: مقارنة بين النكهات والتركيبات
يتميز العود الفيتنامي برائحة عميقة وحارة مع لمسات من الفانيليا والخشب المدخن، وفقاً لتحليل كروماتوجرافي أجرته شركة Givaudan السويسرية عام 2022. تظهر العينات الفيتنامية نسبة أعلى من مركب جواياكول (12-15%) مقارنة بنظيراتها الصينية (7-9%)، مما يعطيها كثافة عطرية مميزة.
في المقابل، يعرض عود هاينان نوتات عطرية أكثر نعومة مع تلميحات من الزهور البيضاء والعسل. دراسة أجراها معهد شنغهاي للعطور عام 2021 أظهرت أن العود الهايناني يحتوي على نسبة أعلى من البنزيل أسيتات (18% مقابل 9% في العود الفيتنامي)، مما يمنحه حلاوة مميزة. يفضل بعض الصيادلة التقليديين في الخليج العربي النوع الهايناني لصناعة الأدوية العشبية بسبب هذه الخصائص.
الأهمية الثقافية والتاريخية
لعب العود الفيتنامي دوراً محورياً في طقوس البلاط الإمبراطوري منذ القرن الثالث عشر، حيث كان يعتبر "الذهب السائل" وفقاً لمخطوطات أسرة تران. اليوم، تشير إحصاءات وزارة الثقافة الفيتنامية إلى أن 70% من الحرفيين التقليديين ما زالوا يستخدمون تقنيات استخراج تعود إلى القرن الخامس عشر.
في هاينان، يرتبط العود ارتباطاً وثيقاً بممارسات الطب الصيني التقليدي. نصت موسوعة "بين تساو كانغ مو" من عهد أسرة مينغ على تفوق عود هاينان في علاج الأمراض التنفسية. تشهد أسواق دبي حالياً إقبالاً متزايداً على النوعين، حيث يفضل كبار السن العود الهايناني لأغراض علاجية، بينما يختار الشباب العود الفيتنامي للاستخدام في المناسبات الاجتماعية الفاخرة.