الحوامل واستخدام خشب الصندل: مخاطر محتملة على الجنين

تشير الدراسات الطبية الحديثة إلى أن زيوت خشب الصندل العطرية تحتوي على مركبات كيميائية قد تؤثر على توازن الهرمونات لدى الحوامل. وفقًا لبحث نُشر في مجلة "الطب التكاملي" (2022)، فإن الاستخدام المكثف للروائح المركزة مثل الصندل قد يرتبط بزيادة تقلصات الرحم، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل. بالإضافة إلى ذلك، تحذر منظمة الصحة العالمية من تعرض الحوامل لمواد عطرية قوية دون استشارة طبية، نظرًا لعدم اكتمال الأبحاث حول تأثيراتها طويلة المدى على النمو العصبي للجنين. كما يلاحظ الخبراء أن ردود أفعال الحساسية المحتملة قد تتفاقم أثناء الحمل بسبب التغيرات المناعية. تقول الدكتورة لمياء أحمد، أخصائية طب الأم والجنين: "ينبغي تجنب أي مواد عطرية غير ضرورية خلال هذه الفترة الحرجة، لأن الجهاز المناعي للأم يعمل في وضع مختلف". وتؤكد الإحصائيات أن 15% من الحوامل يعانين من حساسية جلدية متزايدة تجاه المستخلصات النباتية المركزة.

مرضى الربو والحساسية الصدرية: تفاعلات خطيرة محتملة

يُعتبر دخان خشب الصندل المحترق من المثيرات الشائعة لمشاكل التنفس عند ذوي الحالات التنفسية المزمنة. دراسة أجرتها جامعة القاهرة (2021) على 200 مريض ربو أظهرت أن 43% منهم عانوا من ضيق تنفس خلال 30 دقيقة من التعرض للبخور. يرجع ذلك إلى أن الجسيمات الدقيقة الناتجة عن الاحتراق غير الكامل قد تصل إلى القصيبات الهوائية الدقيقة، مسببة التهابات موضعية. من جهة أخرى، تحتوي بعض أنواع الصندل التجارية على مواد كيميائية مضافة مثل "بنزوات الصوديوم" التي تحذر جمعية الحساسية العالمية من استخدامها في الأماكن المغلقة. يوضح البروفيسور خالد محمود، أستاذ الأمراض الصدرية: "حتى الروائح الطبيعية قد تتحول إلى مهيجات عند احتراقها، خاصة في الأجواء قليلة التهوية". تشير البيانات الطبية إلى أن نوبات الربو الناتجة عن العطور تشكل 7% من حالات الطوارئ التنفسية في الدول العربية.

الأشخاص ذوو البشرة الحساسة: مخاطر التهيج والالتهابات

تحتوي مستخلصات الصندل على مركب "السانتالول" الذي قد يسبب تفاعلات تحسسية عند 5% من السكان وفقًا لمجلة "علم الجلد التطبيقي". تظهر الأعراض عادةً على شكل احمرار وحكة وتقشر الجلد، خاصة عند استخدام الزيوت المركزة مباشرة على البشرة دون تخفيف. تجارب معملية أجرتها جامعة الملك سعود أظهرت أن تركيز 0.3% من الزيت قد يكفي لإثارة رد فعل عند ذوي البشرة التفاعلية. من المهم ملاحظة أن حساسية الجلد للصندل قد تتطور مع التقدم في العمر. الدكتور عمر الفاروق، استشاري الأمراض الجلدية، يحذر: "بعض المرضى يظنون أن تفاعلهم البسيط مع العطر مؤقت، لكن التعرض المتكرر قد يؤدي إلى حساسية دائمة". تشير إرشادات الجمعية الأوروبية لأمراض الحساسية إلى ضرورة إجراء اختبار موضعي لمدة 48 ساعة قبل الاستخدام المنتج لأي مستحضر يحتوي على الصندل.