التمييز بين العود العربي عبر الرائحة

تعتبر الرائحة العامل الأهم في تمييز جودة العود العربي الأصلي. يتميز العود العربي برائحة عميقة معقدة تختلف بين الحلوة والترابية والدخانية، وفقًا لمنطقة الزراعة وعمر الشجرة. تشير الدراسات إلى أن العود عالي الجودة يطلق روائح متدرجة عند تسخينه، تبدأ بالحموض الخشبية وتنتهي بلمحات عطرية دافئة. من ناحية أخرى، تفتقد المنتجات المقلدة لهذا التعقيد الرائحي، وغالبًا ما تعتمد على مواد كيميائية ذات رائحة حادة تزول بسرعة. ينصح الخبراء باختبار الرائحة عبر تسخين قطع صغيرة بواسطة الفحم، حيث يحتفظ العود الأصلي برائحته لأكثر من ساعة، بينما تتلاشى الروائح الصناعية خلال دقائق.

تحليل اللون والملمس

يظهر العود العربي الأصلي تدرجات لونية تتراوح بين البني الغامق المائل للأرجواني والبني الذهبي، مع وجود خطوط طبيعية تشير إلى تراكم الراتنجات على مدى عقود. وفقًا لتجار العود التقليديين، كلما زادت كثافة اللون الداكن مع لمعان حريري، ارتفعت جودة القطعة. تظهر العينات المزيفة ألوانًا موحدة دون تدرج، مع سطح خشن أو ملمس شمعي غير طبيعي. يمكن كشف التزييف عبر فحص القطعة تحت عدسة مكبرة، حيث تظهر التركيبة الليفية الطبيعية للخشب في الأصلية، بينما تظهر العينات الصناعية تركيبة مسحوقية أو لاصقة.

اختبار الكثافة والوزن

يتميز العود العربي بكثافة عالية تجعله أثقل من معظم أنواع الأخشاب العطرية الأخرى. تشير القياسات العلمية إلى أن كثافته تتراوح بين 1.1-1.3 جم/سم³، مما يجعله يغوص ببطء في الماء بدلًا من الطفو. هذا المؤشر يعتبر حاسمًا وفقًا لدراسات جامعة الإمارات 2022 حول خصائص العود. في المقابل، تحتوي المنتجات المقلدة على فراغات هوائية داخلية تظهر عند قطع القطعة، مع وزن أخف بشكل ملحوظ. يمكن إجراء اختبار بسيط بوضع القطعة في كوب ماء: العود الأصلي يغوص بعد 5-10 دقائق، بينما تطفو المزيفة لساعات.

تحليل الرماد بعد الاحتراق

عند حرق العود الأصلي، ينتج رمادًا ناعم الملمس ذو لون أبيض مائل للرمادي، مع احتفاظه ببعض الرائحة العطرية حتى بعد الاحتراق الكامل. هذا يتوافق مع أبحاث مركز العطور التقليدية في مسقط حول خصائص الاحتراق. تترك العينات المزيفة رمادًا أسود أو رماديًا داكنًا ذو رائحة كيميائية لاذعة. تشير التجارب المعملية إلى أن الرماد الأصلي يحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة الطبيعية (كالحديد والزنك) بنسبة 8-12%، بينما تظهر العينات المقلدة نسبًا أعلى من الكربون الصناعي.