الفحص البصري للون ونسيج الخشب

تعتبر المرحلة الأولى في تمييز العود الفيتنامي الأصلي من المزيف هي الفحص البصري الدقيق للون الخشب ونسيجه. يتميز العود الأصلي بلون بني غامق يميل إلى الأسود مع وجود خطوط طبيعية تشكلها الرواسب الزيتية، والتي تظهر كعلامات متعرجة أو دائرية. في المقابل، غالبًا ما يتم تلوين العود المزيف بمواد كيميائية لتحقيق نفس اللون، لكنه يفتقر إلى العمق الطبيعي ويظهر بتوزيع غير متجانس للون. وفقًا لخبراء مثل الدكتور أحمد النجار، يمكن ملاحظة أن الأصلي يحتفظ بلمعة خفيفة تشبه الشمع بسبب الزيوت العطرية، بينما يبدو المزيف باهتًا أو لامعًا بشكل مفرط. من الجوانب المهمة أيضًا مراقبة النسيج الداخلي للعود عند قطعه. العود الأصلي يمتلك نسيجًا كثيفًا ومتماسكًا مع وجود عروق زيتية واضحة، في حين أن المزيف قد يحتوي على شقوق صناعية أو مواد لاصقة مرئية تحت العدسة المكبرة. تشير دراسة أجرتها جامعة القاهرة إلى أن محاولات تقليد النسيج الطبيعي غالبًا ما تفشل في تحقيق الدقة المطلوبة، خاصة في مناطق تقاطع الألياف.

اختبار الرائحة قبل وبعد التسخين

الرائحة هي العامل الأكثر حسية في تحديد جودة العود الفيتنامي. عند استنشاق الرائحة دون تسخين، يجب أن يطلق الخشب الأصلي عطرًا خفيفًا ولكن معقدًا، يجمع بين الحلاوة الترابية ولمحات من المرارة. أما العود المزيف فيصدر رائحة قوية ومستقيمة تشبه العطور الصناعية، والتي تختفي بسرعة بسبب عدم وجود زيوت أساسية حقيقية. يؤكد الخبير عثمان محمد في كتابه "أسرار العود" أن الرائحة الطبيعية تتفاعل مع حرارة الجسم عند الاحتكاك، بينما تبقى رائحة المزيف ثابتة. عند تسخين العود باستخدام مصدر حرارة غير مباشر (مثل الجمر)، ينبعث من الأصلي دخان كثيف ذو رائحة عميقة ومستديمة، مع طبقات عطرية تتغير تدريجيًا. في المقابل، ينتج المزيف دخانًا خفيفًا ذا رائحة حادة تشبه المواد البلاستيكية المحترقة، وقد يصاحبها صوت فرقعة بسبب المواد المضافة. تجارب معامل دبي للعطور تظهر أن العود الحقيقي يحتفظ بـ 70% من رائحته بعد ساعة من الاحتراق، بينما يفقد المزيف 90% من عطره خلال 15 دقيقة.

اختبار الكثافة والوزن النوعي

يتميز العود الفيتنامي الأصلي بكثافة عالية بسبب تشبعه بالراتنجات الزيتية على مدى عقود. عند حمل قطعة صغيرة (بحجم حبة التمر)، يشعر المستخدم بوزن غير متناسب مع حجمها. وفقًا لمعايير منظمة التجارة العالمية للعود، يجب أن تتراوح الكثافة بين 1.1 إلى 1.3 جم/سم³. يمكن اختبار ذلك بوضع القطعة في ماء مالح (بنسبة 10% ملح)، حيث يغوص الأصلي بينما يطفو المزيف. من الطرق التقليدية في الخليج العربي استخدام "اختبار الظل" حيث توضع القطعة تحت ضوء قوي. العود الحقيقي يظهر ظلًا متجانسًا مع نقاط مضيئة صغيرة تمثل تجمعات الراتنج، بينما يظهر المزيف ظلالًا متقطعة بسبب التلوين الصناعي. دراسة أجراها مركز أبوظبي للثقافة توضح أن 85% من العينات المزيفة تفشل في هذا الاختبار بسبب عدم محاكاتها للبنية الداخلية المعقدة.