<ح2>الخصائص العطرية: الحلاوة مقابل العمق تشتهر خشب العود من هاينان بروائحها الحلوة والزهرية التي تذكرك بالحدائق الاستوائية المليئة بالفواكه الناضجة. وفقاً لخبراء العطور مثل أحمد عبد الله في كتابه "تاريخ العود"، فإن المناخ الاستوائي الرطب في هاينان يساهم في تكوين مركبات عطرية فريدة تعطي نفحات من العسل والفانيليا. بينما يتميز خشب العود الفيتنامي بعمق وثراء أقرب إلى الروائح الترابية مع لمسات من التوابل الدافئة مثل القرنفل والكافور، مما يجعله مثالياً لمحبي العطور القوية والغامضة. دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام ٢٠٢٢ بينت أن ٦٨٪ من المشاركين العرب يفضلون عطر فيتنام لقدرته على البقاء لفترات أطول على الجلد، بينما اختار ٣٢٪ هاينان لتناغمه مع المناسبات الرسمية. <ح2>التأثير الثقافي والديني في الثقافة العربية، يرتبط خشب العود الفيتنامي بالتقاليد الدينية بسبب استخدامه الواسع في المساجد خلال الصلوات والمناسبات الروحية. يقول الشيخ خالد الفاروق في مقابلة مع مجلة "التراث الخليجي": "رائحة فيتنام تذكرنا بأجواء الطهارة والتركيز أثناء العبادة". من ناحية أخرى، يعتبر عود هاينان رمزاً للرفاهية في المجتمعات الحضرية، حيث تُستخدم زيوته في منتجات العناية الفاخرة. تشير الكاتبة ليلى حسن في مدونتها إلى أن النخبة العربية تفضل هاينان في المناسبات الاجتماعية كتعبير عن الأناقة. <ح2>العوامل البيئية وتأثيرها على الجودة تؤثر التربة الغنية بالمعادن في جبال هاينان على تكوين الزيوت العطرية، مما ينتج عوداً أقل كثافة لكن أكثر نقاءً. بينما تساعد الأمطار الموسمية الكثيفة في فيتنام على تشبع الأخشاب بكميات أكبر من الراتنجات، وفقاً لتقرير منظمة "الغابات العالمية" ٢٠٢٣. تجدر الإشارة إلى أن قطع الأشجار الجائر في فيتنام أدى إلى ندرة الأخشاب عالية الجودة، بينما تحافظ هاينان على معايير صارمة في الحصاد المستدام، كما يوضح خبير البيئة الدكتور ناصر السعدي. <ح2>التقييم الاقتصادي والقيمة الاستثمارية يصل سعر الكيلوغرام من عود هاينان إلى ١٠٠ ألف دولار بسبب ندرته، مقارنة ب٦٠ ألفاً للفيتنامي وفقاً لبورصة دبي للعود. يقول تاجر العود المعروف محمد آل إبراهيم: "الاستثمار في هاينان يحقق أرباحاً أعلى على المدى الطويل، لكن الفيتنامي يضمن طلباً مستمراً من العامة". الجدير بالذكر أن ٤٠٪ من العود المباع في الأسواق الخليجية مُصنّع من خلطات تحتوي على كلا النوعين، كما تكشف إحصاءات غرفة تجارة دبي ٢٠٢٣، مما يدل على محاولات الجمع بين مزايا الطرفين.