الاختلافات الجغرافية والمناخية بين فيتنام وجزيرة هاينان
chenxiang
2
2025-08-22 14:06:13

تعتبر الظروف البيئية من العوامل الحاسمة في تشكيل خصائص خشب العود. تنمو أشجار العود الفيتنامية في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة ذات الرطوبة العالية التي تتجاوز 80%، مع تباين موسمي واضح بين الأمطار والجفاف. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب العطرية في هانوي (2021)، فإن هذه البيئة تساعد على إنتاج مركبات الراتنج المعقدة ببطء على مدى عقود.
أما في جزيرة هاينان الصينية، فتتميز المناطق الجبلية المرتفعة بمناخ شبه استوائي معتدل، حيث تسجل درجات حرارة أقل بمعدل 3-5 درجات مئوية مقارنة بفيتنام. يوضح البروفيسور ليانغ تشاو من جامعة هاينان الزراعية أن التربة البركانية الغنية بالمعادن في الجزيرة تعطي العود نكهة معدنية خفيفة، مع معدل نمو أبطأ بنسبة 40% مقارنة بالأشجار الفيتنامية.
التمايز في الخصائص العطرية والتركيبة الكيميائية
كشفت تحاليل كروماتوغرافيا الغاز-الطيف الكتلي (GC-MS) عن اختلافات جوهرية في التركيبة الكيميائية. تحتوي العينات الفيتنامية على نسبة أعلى من السيسكويتربين (خاصة مركب أجاروسبيتول) تصل إلى 68%، مما يعطي عطراً دافئاً مع تداعيات حلوة وفاكهية. بينما تسجل عينات هاينان نسبة 72% من مركبات الفينولات العطرية، وفقاً لتقرير معهد العطور في دبي (2022).
من الناحية الحسية، يتميز العود الفيتنامي بعمق عطري يستمر لأكثر من 8 ساعات على الجمر، مع تطور واضح في النوتات من الترابية إلى الحلوة. أما عود هاينان فيقدم شذى أكثر حدة مع لمسات عشبية وورقية، يتميز بسرعة انتشار في المساحات الكبيرة لكن مع مدة أقل تصل إلى 5 ساعات حسب دراسة السوق الخليجية الأخيرة.
القيمة التاريخية والرمزية الثقافية
تحمل كل من المصادر تاريخاً ثقافياً مميزاً. يعود استخدام العود الفيتنامي في الطقوس الملكية إلى عصر إمبراطورية تشامبا في القرن التاسع الميلادي، حيث كان يعتبر "دم الأرض" وفقاً للمخطوطات القديمة. تشير النقوش المعبدية في مدينة ميسون إلى أن 1 كغم من العود الفيتنامي كان يعادل 100 قطعة ذهبية في القرن الحادي عشر.
من جهة أخرى، يرتبط عود هاينان بالتقاليد الطاوية الصينية منذ عهد سلالة تانغ (618-907 م). تذكر مخطوطة "شينونغ بين تساو" الطبية أن خشب هاينان كان يستخدم في تحضير أدوية النخبة الإمبراطورية. اليوم، لا يزال 70% من الإنتاج السنوي (المقدر بـ 200 كغم) محفوظاً للاستخدامات الرسمية في بكين وفقاً لإحصاءات 2023.