اللون والنسيج: العلامات الأولى للتمييز

تعتبر الخصائص البصرية من أبرز العوامل في تمييز خشب العود الفيتنامي الأصلي. يتميز الخشب عالي الجودة بدرجات لونية متدرجة تتراوح بين البني الداكن المائل إلى الأسود والبني الفاتح مع وجود خطوط غير منتظمة تشبه العروق. تظهر هذه التموجات نتيجة تراكم الراتينج العطري على مدى سنوات طويلة داخل الشجرة. وفقًا لدراسات أجراها مركز الأبحاث النباتية في أبوظبي عام 2020، فإن الخشب المزيف غالبًا ما يكون ذا لون موحد أو يحتوي على بقع ملونة صناعية تختفي عند الفرك. من ناحية النسيج، يمتلك العود الفيتنامي سطحًا خشنًا نوعًا ما مع مسام دقيقة غير مرئية بالعين المجردة. عند التماس باليد، يشعر المرء بوزن ثقيل نسبيًا مقارنة بالأخشاب العادية، مما يعكس كثافة الراتينج المتراكم.

الرائحة: البصمة العطرية الفريدة

تعد الرائحة العطرية المعقدة من أقوى أدوات التمييز. يطلق العود الأصلي رائحة عميقة ومتعددة الطبقات تجمع بين الحلويات الخشبية واللمحات الترابية والبخورية عند الاحتراق. وفقًا لخبير العطور الدكتور خالد السعدي، يمكن تمييز الرود الفيتنامي عن غيره من خلال بقاء الرائحة لمدة تصل إلى 24 ساعة على الأقمشة، بينما تختفي روائح المنتجات المقلدة خلال ساعات قليلة. تجدر الإشارة إلى أن العود المزيف غالبًا ما ينبعث منه رائحة كحولية أو عطرية حادة تشبه المنظفات الكيميائية. توصي جمعية هواة العود العربية بتجنب استنشاق العينات المحترقة مباشرة، بل وضعها على حجر خاص وانتشار الرائحة بشكل طبيعي لتجنب التضليل.

الكثافة والوزن: دلالات الجودة الخفية

تمثل الخصائص الفيزيائية مؤشرًا حاسمًا للجودة. يتراوح وزن القطعة الأصلية بحجم كف اليد بين 50-80 جرامًا، وذلك بسبب تشبعها بالراتينج العطري الكثيف. أظهرت تجارب معملية في جامعة الشارقة أن العود الفيتنامي يغوص في الماء مباشرة عند وضعه فيه، بينما تطفو معظم الأنواع المقلدة بسبب انخفاض كثافتها. يمكن إجراء اختبار بسيط عن طريق فرك سطح الخشب بلطف باستخدام إبرة معقمة. تترك القطع الأصلية آثارًا زيتية لامعة على الإبرة، في حين لا تنتج العينات منخفضة الجودة سوى مسحوق جاف. يؤكد الخبير عبد الرحمن النعيمي أن هذه الطريقة كانت تستخدم تقليديًا في أسواق مكة المكرمة منذ القرن التاسع الميلادي.

تفاعل الاحتراق: الاختبار الحاسم

يكشف احتراق الخشب عن حقائق جوهرية. عند تعريض العود الأصلي للهب، ينصهر الراتينج الداخلي مكونًا فقاعات لزجة ذهبية اللون دون اشتعال سريع. وفقًا لتقرير منظمة المعايير الخليجية 2022، يجب أن ينتج الاحتراق البطيء دخانًا أبيض كثيفًا يتصاعد بشكل حلزوني ويبقى معلقًا في الهواء لعدة دقائق. في المقابل، تحترق المنتجات المقلدة بسرعة مع لهب مائل إلى الزرقة وتنتج رمادًا رماديًا خفيفًا. تشير الأبحاث إلى أن نسبة الكربون في رماد العود الفيتنامي الحقيقي تصل إلى 38% مقارنة بـ12% فقط في الأنواع الصناعية، مما يفسر الاختلاف الواضح في مظهر الرماد وسهولة تفككه.