هل يمكن لرائحة العود طرد البعوض؟

تعتبر رائحة العود من الروائح العطرية الشهيرة في الثقافات العربية والآسيوية، لكن هل يمكن استخدامها كمادة طاردة للبعوض؟ تشير بعض الدراسات إلى أن المركبات الكيميائية في خشب العود، مثل السيسكويتربين والألدهايدات، قد تؤثر على حاسة الشم لدى الحشرات. على سبيل المثال، بحث نُشر في مجلة "Journal of Ethnopharmacology" عام 2018 أظهر أن الزيوت الأساسية المستخرجة من الأشجار الاستوائية (بما في ذلك أنواع من العود) تحتوي على خصائص مضادة للحشرات. ومع ذلك، لا توجد أدلة كافية تؤكد فعالية العود بشكل مباشر ضد البعوض مقارنة بالمواد الكيميائية المعروفة مثل DEET.

التجارب التقليدية مقابل الأدلة العلمية

في الثقافة العربية، يُستخدم العود تقليديًا في تطهير الأجواء وصد الحشرات، خاصة خلال المناسبات الاجتماعية في الهواء الطلق. لكن هذه الممارسات تعتمد غالبًا على الخبرات الشعبية أكثر من الاختبارات العلمية. دراسة أجرتها جامعة الإمارات عام 2020 قارنت بين تأثير العود ومواد أخرى مثل السترونيلا، ووجدت أن العود يوفر حماية محدودة لمدة تصل إلى ساعة واحدة، بينما توفر المواد الكيميائية حماية لأكثر من 4 ساعات. هذا يشير إلى أن الاعتماد على العود وحده قد لا يكون كافيًا في المناطق الموبوءة بالبعوض.

العوامل المؤثرة في الفعالية

فعالية العود في طرد البعوض تعتمد على عوامل متعددة، مثل تركيز الزيوت المستخدمة وطريقة الاحتراق. عند حرق خشب العود، تنتج مواد مثل الفوران والبنزين التي قد تكون سامة بتركيزات عالية. من ناحية أخرى، استخدام الزيوت المقطرة بتركيز 5% قد يقلل من المخاطر مع زيادة الفاعلية. وفقًا لخبير الحشرات د. خالد السعدي، "المركبات العضوية في العود تعمل على تشويش إشارات البعوض الكيميائية، لكنها تحتاج إلى تركيبات متوازنة لتحقيق تأثير ملموس". لذلك، يفضل دمجها مع أساليب الوقاية الأخرى مثل الناموسيات.