أنواع خشب العود الفيتنامي من حيث المناطق الجغرافية

تشتهر فيتنام بانتشار أشجار العود في عدة مناطق رئيسية، أبرزها محافظات "كون توم" و"كوانغ نام" و"نه ترانج". في منطقة "كون توم"، يُعتبر العود ذو جودة عالية بسبب التربة البركانية والمناخ الاستوائي الرطب، مما يعطي الخشب رائحة عميقة ومعقدة. بينما تُنتج "كوانغ نام" أنواعاً تتميز بلون بني داكن وكثافة عالية، وفقاً لدراسات أجراها مركز أبحاث الغابات الفيتنامي عام 2020. أما في "نه ترانج"، فيُستخرج العود من أشجار عمرها يتجاوز 50 عاماً، مما يجعله نادراً وباهظ الثمن.

التصنيف حسب الجودة والقيمة السوقية

يُصنف العود الفيتنامي إلى ثلاث فئات رئيسية: "كيه نام" (Kyara) و"روي" (Roi) و"توك" (Toc). يُعد "كيه نام" الأغلى ثمناً لاحتوائه على نسبة عالية من الزيت العطري تصل إلى 80%، مما يمنحه رائحة دائمة تبقى لسنوات. أما "روي" فيحتل المرتبة الثانية، ويُستخدم غالباً في صناعة البخور بسبب توازن رائحته بين الحلو والترابي. بينما يُستخدم "توك" في المنتجات اليومية مثل الصابون والعطور بسبب توافره النسبي. تشير تقارير جمعية تجار العود في هونغ كونغ إلى أن سعر الكيلوغرام من "كيه نام" قد يصل إلى 100 ألف دولار.

الخصائص العطرية المميزة للأنواع المختلفة

تختلف الروائح بشكل كبير بين أنواع العود الفيتنامي. فـ"كيه نام" يتميز برائحة تشبه مزيج الزهور البرية مع لمسات من الفانيلا، وفقاً لتحليل كيميائي أجراه معهد العطور في باريس عام 2022. أما عود "نه ترانج" فيمتاز بعنصر خشبي قوي مع إيحاءات من التوابل الدافئة. بينما ينفرد عود "كوانغ نام" برائحة مدخنة مع طبقات خفيفة من الحمضيات. هذه الاختلافات تعود إلى تفاعل الشجر مع أنواع محددة من الفطريات أثناء عملية التكوين، كما يوضح البروفيسور لي مينه تان من جامعة هانوي.

العوامل المؤثرة في عملية التكوين الطبيعي

تتطلب تكوّن العود ظروفاً بيئية استثنائية. أولاً، يجب أن تتعرض الشجرة لإصابة طبيعية مثل البرق أو هجوم الحشرات، مما يحفز إفراز الراتنج العطري. ثانياً، تلعب الرطوبة العالية في الغابات المطيرة دوراً حاسماً في عملية التخمير البطيئة التي تستغرق عقوداً. تظهر دراسة أجرتها منظمة "إنقاذ الغابات الآسيوية" أن 3% فقط من أشجار العود تنتج راتنجاً عالي الجودة بشكل طبيعي. أخيراً، يؤثر عمق التربة وتركيبها المعدني على اللون والكثافة النهائية للخشب، حيث تُنتج التربة الغنية بالحديد أنواعاً أغمق لوناً.