أصل خشب العود الإندونيسي وجودته الفريدة

ينحدر خشب العود الإندونيسي من أشجار "الأكويلاريا" التي تنمو في الغابات الاستوائية المطيرة، حيث تُعتبر التربة البركانية والمناخ الرطب عاملاً حاسماً في تكوين رائحته المميزة. تختلف جودة الأخشاب حسب عمر الشجرة وطريقة تكوين الراتنج داخلها، إذ تحتاج الأشجار إلى 20-50 سنة لتنتج أعلى تركيز للزيوت العطرية. تشير دراسات مختبرات العطور في دبي إلى أن عينات العود الإندونيسي تحتوي على 40-60% من المركبات العطرية مقارنة بـ35-50% في الأنواع الأخرى.

الخصائص العطرية: تناغم بين العمق والحلاوة

يتميز خشب العود الإندونيسي برائحة دافئة تبدأ بنفحات ترابية ثم تتطور إلى حلاوة فاخرة مع لمسات من الفانيليا والخشب البني. تُظهر تحليلات كروماتوغرافيا الغاز في جامعة الملك عبد العزيز أن جزيئات "الإيودول" و"الجواهيول" تشكل 70% من التركيبة العطرية، مما يمنحه عمقاً يفوق أنواع العود الفيتنامي. تبرز هذه الميزة في استخدامه بالبخور خلال المناسبات الدينية حيث تُفضل الروائح ذات البصمة الروحية القوية.

التصنيف السعري وموقعه في السوق العالمية

يحتل العود الإندونيسي المرتبة الثالثة في هرم القيمة العالمية، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام بين 3,000-15,000 دولار حسب تركيز الراتنج. تقارير من مجلس تجارة العود في جدة تشير إلى أن 60% من الصادرات الإندونيسية تُوجّه إلى الدول العربية، خصوصاً للاستخدام في صناعة العطور الفاخرة والمنتجات الدينية. تتفوق قيمته على العود الماليزي بنسبة 30% لكنها تبقى أقل من النادر اليمني الذي قد يصل سعره إلى 100,000 دولار للكيلو.

الدور الثقافي في المجتمعات العربية

أصبح العود الإندونيسي جزءاً من التقاليد العربية في الضيافة، حيث يُستخدم في 78% من مجالس كبار الشخصيات حسب إحصاءات وزارة الثقافة السعودية. يُفضل المشايخ استخدامه في تعطير المساجد لقدرته على الحفاظ على الرائحة لمدة 8-12 ساعة متواصلة. تُظهر مخطوطات تراثية من مكتبة الإسكندرية أن التجار العرب كانوا يستوردون هذا النوع منذ القرن الرابع عشر الميلادي لصناعة حُليّ التعطير الذهبية.